للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَأَذْكُرُ حَاجَتِي أَمْ قَدْ كَفَانِي … حِبَاؤُكَ إن شِيمَتَكَ الْحِبَاءُ

إذَا أَثْنَى عَلَيْكَ الْمَرْءُ يَوْمَا … كفَاهُ مِنْ تَعَرُّضكَ الثَّنَاءُ

قال سفيان: فهذا مخلوق حين ينسب إلى الجود، قيل: يكفينا من تعرضك الثناء عليك حتى تأتي على حاجتنا، فكيف بالخالق؟ " (١).

وهذه بعض الوقفات مع هذا الدعاء والذكر العظيم:

١ - هذا ذكر وهو في نفس الوقت دعاء، وكما في الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم-: " .. وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ" الحديث (٢)، وذلك لأن الدعاء ينقسم كما قال أهل العلم إلى نوعين، الأول: دعاء عبادة وثناء وهو ما يقوم به العبد من عبادة وثناء على الله من صلاة وذكر وصدقة ونحو ذلك، وهو لم يطلب ويسال الله لكنه بعبادته وثنائه على الله فهو متعرض إلى دعاء الله والله يعلم ماذا يريد فيعطيه، والنوع الثاني: دعاء مسألة وطلب من الله تعالى، وهذا هو الدعاء المعروف تسأل الله ما تريد من أمور الدنيا والآخرة، ودعاء عرفة يدخل في النوع الأول فهو دعاء عبادة وثناء، وهما متلازمان (٣).

٢ - وهذا الذكر والدعاء العظيم هو أفضل وأعلى وأرفع شعب الإيمان قال -صلى الله عليه وسلم-: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ» (٤).


(١) شعب الإيمان (٢/ ٩٦).
(٢) "أخرجه الترمذي (٥/ ٤٦٢) ح (٣٣٨٣) وقال: "حديث حسن غريب"، ابن ماجه (٢/ ١٢٤٩) ح (٣٨٠٠)، وابن حبان (٣/ ١٢٦) ح (٨٤٦)، والحاكم (١/ ٦٧٦) ح (١٨٣٤) وصححه، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٢/ ٢٢١) ح (١٥٢٦)، وحسنه شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لسنن ابن ماجه (٤/ ٧١٢) ح (٣٨٠٠).
(٣) ينظر: بدائع الفوائد (٣/ ٢).
(٤) أخرجه مسلم (١/ ٦٣) ح (٣٥).

<<  <   >  >>