وقال ابن أبي حاتم وغيره: يدخل في الصحيح، وذكره ابن عدي في "كامله" وتكلم فيه، وقال: حدَّث بأشياء أُنكرت عليه، وكان معه طرفٌ من معرفة الحديث والتصانيف، وقد انتُدب ابنُ الجَوزي للرد على ابن عدي في هذا الكلام، وذكر أنه تُوفي ليلةَ عيد الفِطر من هذه السَّنة، وقد استَكمل مئةَ سنةً وثلاثَ سنين وشهورًا، وهو مع ذلك صحيحُ السمعِ صحيحُ البصرِ والأسنانِ، يَطَأُ الإماءَ، وكانت وفاته ببغداد. وقال الحافظ أبو عبد اللَّه الذَّهَبي في "المغني": أبو القاسم البَغَوي عبد اللَّه بن محمد ثقةٌ تُكلم فيه بلا حُجَّةٍ. ولَعمري! إن التحاملَ لائحٌ على كلام ابن عدي ومناكده معروفٌ، ولا شكَّ في حفظ أبي أحمد وتقدُّمه، ولكنَّ الكلامَ في الحافظ أبي القاسم كالكلام في البُخاري وابن المَديني وحَمَّاد بن مسلَمة وعلقمة وغيرهم ممن اتفق العالمون على حفظه وتقدُّمه، وكقول ابن حزم في "مُحلَّاه" في التِّرْمِذي: ومَن محمد بن عيسى بن سَورة؟! وكلُّ ذلك -وللَّه الحمد- لا يَهضِمُ من قَدر المُتكلَّم فيه؛ بل هو زَلَّةٌ من المُتكلِّم، فاعلمْ ذلك، فإن هؤلاء هم نُزُك الإِسلام. وأما عثمانُ بنُ أبي شَيبة: فهو الحافظ المشهور، وهو أكبرُ سِنًا من أخيه أبي بكرٍ صاحبِ المُصنَّف، وهما شيخا الشيخَينِ، أَثنَى عليه أحمد، وقال ابن مَعين: ثقةٌ أمينٌ، وسُئل ابنُ نُمَير عنه، فقال: سبحانَ اللَّه! إنما يُسأل هو عنَّا؛ وقال أبو حاتم: صَدُوقٌ، أخرج له (ح)، (م)، (د)، (ق)، (س)، وتُوفِّي سنةَ تسعٍ وثلاثين ومئتَين، وأخوه عبد اللَّه أخرج له الجماعةُ إلا التِّرْمِذي. قال أحمد: هو أحبُّ إليَّ من أخيه عثمان، وقال يحيى بن مَعين: عثمانُ أحبَّ =