للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بشير -رضي الله عنه- لا يقدم على الحسين -رضي الله عنه-.

وقد كان لموقف النعمان بن بشير -رضي الله عنه- ردة فعل من بعض الموالين ليزيد، فقد كتبوا إليه يخبرونه عن الخطر الذي قد أحدق بالكوفة، وهذا ما جعل يزيد بن معاوية يعزله ويولي بدلًا منه عبيد الله بن زياد وجمع له بين البصرة والكوفة (١).

وجملة هذه الرواية لم ترد بسند يمكن القطع بصحته؛ ولذلك يستأنس بما ورد من خبر النعمان بن بشير -رضي الله عنه-، وأما أمر يزيد فيُفْهَمُ منه أن سبب قتل مسلم هو ذلك الأمر، ولم يكن كذلك إذ إنَّ الأحداث التي حتمت المواجهة بين مسلم بن عقيل وبين أعوان عبيد الله كانت السبب المباشر لقتله، والتي تمثلت في أن شيعة الكوفة قد بايعوا مسلمًا وخرجوا معه لقتال جند عبيد الله، ثم خذلوه وأسلموه لعدوه فقتله، وسوف يأتي خبره مفصلًا.

* كتاب الحسين -رضي الله عنه- لأهل البصرة:

[٤٣]- (وقد كان الحسين بن علي -رضي الله عنه- كتب كتابًا إلى شيعته من أهل البصرة مع مولى له يسمى سلمان (٢) نسخته:

بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى مالك بن مسمع (٣)،


(١) بعد وصول خبر مسلم بن عقيل إلى يزيد بن معاوية وموقف النعمان بن بشير -رضي الله عنه- منه، استشار يزيد سرجون فيمن يولي الكوفة فأشار عليه بعبيد الله بن زيد فجمع له البصرة والكوفة، وهذا لم يثبت لأنه من طريق هشام بن محمد، وعوانة بن الحكم. الطبري: التاريخ ٥/ ٣٥٦.
(٢) وذكر اسمه سليمان، قتل مع الحسين -رضي الله عنه- في كربلاء قتله سليمان بن عوف الحضرمي. الطبري: التاريخ ٥/ ٤٦٩.
(٣) مالك بن مسمع بن شيبان، أسلم في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهو سيد ربيعة في زمانه، قد وفد على معاوية -رضي الله عنه- فأكرمه، توفي في سنة ثلاث وسبعين وقيل: أربع وسبعين للهجرة. ابن عساكر: تاريخ دمشق ٥٦/ ٤٩٧

<<  <   >  >>