للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعض أموره، ويضعه حيث أحب من شيعته؟.

قال له الرجل: وكيف قصدتني بالسؤال عن ذلك دون غيرى ممن هو في المسجد؟.

قال: لأني رأيت عليك سيما الخير، فرجوت أن تكون ممن يتولى أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

قال له الرجل: ويحك، قد وقعت على بغيتك، أنا رجل من إخوانك، واسمي مسلم بن عوسجة (١)، وقد سررت بك، وساءني ما كان من حسي قبلك، فإني رجل من شيعة أهل هذا البيت، خوفًا من هذا الطاغية ابن زياد، فأعطني ذمة الله وعهده أن تكتم هذا عن جميع الناس، فأعطاه من ذلك ما أراد.

فقال له مسلم بن عوسجة: انصرف يومك هذا، فإن كان غدًا فائتني في منزلي حتى أنطلق معك إلى صاحبنا يعني مسلم بن عقيل فأوصلك إليه.

فمضى الشامي، فبات ليلته، فلما أصبح غدا إلى مسلم بن عوسجة في منزله، فانطلق به حتى أدخله إلى مسلم بن عقيل، فأخبره بأمره، ودفع إليه الشامي ذلك المال، وبايعه.

فكان الشامي يغدو إلى مسلم بن عقيل، فلا يحجب عنه، فيكون نهاره كله عنده، فيتعرف جميع أخبارهم، فإذا أمسى وأظلم عليه الليل دخل على عبيد الله بن زياد، فأخبره بجميع قصصهم، وما قالوا وفعلوا في ذلك، وأعلمه نزول مسلم في دار هانئ بن عروة.

ثم إن محمد بن الأشعث وأسماء بن خارجة (٢) دخلا على ابن زياد


(١) مسلم بن عوسجة، من أبطال العرب، شهد يوم أذريبجان، وغيره من أيام الفتوح، قتل مع الحسين -رضي الله عنه- بكربلاء سنة ٦١ هـ. الزركلي: الأعلام ٧/ ٢٢٢.
(٢) أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة الفزاري، أبو حسان وقيل: أبو هند، اختلف في صحبته، ذكر ابن عبد البر أنه لا يستبعد ذلك لرواية كبار التابعين عنه، كان شريفًا جوادًا كريمًا، وله أخبار كثيرة، وقد وفد على عبد الملك فأكرمه، وذكر ابن حجر أن مولده قبل البعثة؛ لأنه عاش ثمانين سنة، وقد اختلف في سنة موته فقيل: سنة ستين وقيل: خمس وستين وقيل: سنة ست وستين. الذهبي: السير ٣/ ٥٣٧. ابن حجر: الإصابة ١/ ٣٣٩.

<<  <   >  >>