للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسلمين، فقال لهما: ما فعل هانئ بن عروة؟ فقالا: أيها الأمير، إنه عليل منذ أيام.

فقال ابن زياد: وكيف؟ وقد بلغني أنه يجلس على باب داره عامة نهاره، فما يمنعه من إتياننا، وما يجب عليه من حق التسليم؟.

قالا: سنعلمه ذلك، ونخبره باستبطائك إياه. فخرجا من عنده، وأقبلا حتى دخلا على هانئ بن عروة، فأخبراه بما قال لهما ابن زياد، وما قالا له، ثم قالا له: أقسمنا عليك إلا قمت معنا إليه الساعة لتسل سخيمة (١) قلبه.

فدعا ببغلته، فركبها، ومضى معهما، حتى إذا دنا من قصر الإمارة خبثت نفسه.

فقال لهما: إن قلبي قد أوجس من هذا الرجل خيفة.

قالا: وَلِمَ تحدثْ نفسك بالخوف وأنت بريء الساحة؟.

فمضى معهما حتى دخلوا على ابن زياد، فأنشأ ابن زياد يقول متمثلًا:

أريد حياته ويريد قتلي … عذيرك من خليلك من مراد (٢)

قال هانئ: وما ذاك أيها الأمير؟.


(١) السّخمة بالضّمّ: الحقد والضّغينة، والموجدة في النّفس. الزبيدي: تاج العروس ٢٢/ ٣٥٥.
(٢) هذا البيت لعمرو بن معدي يكرب الزبيدي، ومعناه من القائم بعذره عندي في مكافأتي على الخير بالشر، وله رواية أخرى:
أريد حباءه ويريد قتلي … عذيرك من خليلي من مراد
الخطابي: غريب الحديث ٢/ ٣٥٩.

<<  <   >  >>