للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن زياد: وما يكون أعظم من مجيئك بمسلم بن عقيل، وإدخالك إياه منزلك، وجمعك له الرجال ليبايعوه؟.

فقال هانئ: ما فعلت، وما أعرف مِنْ هذا شيئًا.

فدعا ابن زياد بالشامي، وقال: يا غلام، ادعُ لي معقلًا.

فدخل عليهم.

فقال ابن زياد لهانئ بن عروة: أتعرف هذا؟.

فلما رآه علم أنه إنما كان عينًا عليهم.

فقال هانئ: أصدقك والله أيها الأمير، إني والله ما دعوت مسلم بن عقيل، وما شعرت به. ثم قص عليه قصته على وجهها.

ثم قال: فأما الآن فأنا مخرجه من داري لينطلق حيث يشاء، وأعطيك عهدًا وثيقًا أن أرجع إليك.

قال ابن زياد: لا والله، لا تفارقني حتى تأتيني به.

فقال هانئ: أو يجمل بي أن أسلم ضيفي وجارى للقتل؟ والله لا أفعل ذلك أبدًا.

فاعترضه ابن زياد بالخيزرانة، فضرب وجهه، وهشم أنفه، وكسر حاجبه، وأمر به، فادخل بيتًا.

وبلغ مذحجًا أن ابن زياد قد قتل هانئًا، فاجتمعوا بباب القصر، وصاحوا.

فقال ابن زياد لشريح القاضى (١) وكان عنده: ادخل إلى صاحبهم، فانظر


(١) شريح بن الحارث الكندي، ويقال: شريح بن شراحيل أو ابن شرحبيل، أبو أمية، قاضي الكوفة، ويقال: إنه من أولاد الفرس الذين كانوا باليمن، لا تصح له صحبة، أسلم في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وانتقل من اليمن زمن الصديق -رضي الله عنه-، ولي القضاء في زمن عمر -رضي الله عنه-، ومات سنة ٧٨، وقيل ٨٠. الذهبي: السير ٤/ ١٠٠.

<<  <   >  >>