للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إليه، ثم اخرج إليهم، فأعلمهم أنه حي. ففعل.

فقال لهم سيدهم عمرو بن الحجاج: أما إذ كان صاحبكم حيًّا فما يعجلكم الفتنة؟ انصرفوا، فانصرفوا (١).

فلما علم ابن زياد أنهم قد انصرفوا أمر بهانئ، فأتى به السوق، فضربت عنقه هناك.

ولَمَّا بلغ مسلم بن عقيل قتل هانئ بن عروة نادى فيمن كان بايعه، فاجتمعوا، فعقد لعبد الرحمن بن كريز الكندي (٢) على كندة وربيعة، وعقد لمسلم بن عوسجة على مذحج وأسد، وعقد لأبي ثمامة الصيداوي (٣) على تميم وهمدان، وعقد للعباس بن جعدة بن هبيرة (٤) على قريش والأنصار، فتقدموا جميعًا حتى أحاطوا بالقصر، واتبعهم هو في بقية الناس.

وتحصن عبيد الله بن زياد في القصر مع من حضر مجلسه في ذلك اليوم من أشراف أهل الكوفة والأعوان والشرط، وكانوا مقدار مائتي رجل، فقاموا على سور القصر يرمون القوم بالمدر (٥) والنشاب (٦)، ويمنعونهم من الدنو من القصر، فلم يزالوا بذلك حتى أمسوا.


(١) ذكر موقفًا آخر لعمرو بن الحجاج وهو أنه عندما علم بما حصل لهانئ بن عروة على يد عبيد الله بن زياد قدم في قومه مذحج وأحاط بقصر الإمارة وأعلن أنه لم يخلع طاعة، ولم يفارق الجماعة وإنما جاء ليطمئن على هانئ فأمر عبيد الله شرح القاضي أن ينظر إلى هانئ ويخبرهم بحاله، فنظر إليه وأخبرهم فانصرفوا. الطبري: التاريخ ٥/ ٣٦٧.
(٢) عند الطبري ٥/ ٣٦٩، أنه عبيد الله بن عمرو بن عزيز الكندي. لم أقف على ترجمتة له.
(٣) لم أقف على ترجمة له. وعند الطبري: التاريخ ٥/ ٣٦٩، «الصائدي» بدل «الصيداوي».
(٤) لم أقف على ترجمة له، وعند الطبري: التاريخ ٥/ ٣٦٩، أنه العباس بن جعدة الجدلي.
(٥) المدر: قطع طين يابس. الخليل: العين ٨/ ٣٨.
(٦) النشاب: النبل وحده نشابة والجمع نشاشيب. الزبيدي: تاج العروس ٤/ ٢٧٦.

<<  <   >  >>