للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفعلا نجحت هذه الحيل وبدأ الجند بالانسحاب عن مسلم حتى بقي وحده، فعلم أنهم غدروا به وأسلموه لعدوه، فأصبح لا يفكر إلا بالحسين -رضي الله عنه- وكيف يبلغه ومن معه بهذا الخذلان حتى يرجعوا ولا يقدموا؛ لأنهم لا ناصر لهم.

وقد أدرك ابن زياد وَهَنَ هذه الجماعة فأخذ يبحث عن مسلم ولما وقع في يده قتله.

* رأس مسلم وكتاب يزيد إلى عبيد الله:

[٤٦]- (ثم بعث عبيد الله برءوسهما إلى يزيد، وكتب إليه بالنبأ فيهما.

فكتب إليه يزيد: لم نعد الظن بك، وقد فعلت فعل الحازم الجليد، وقد سألت رسوليك عن الأمر، ففرشاه لي، وهما كما ذكرت في النصح، وفضل الرأي، فاستوص بهما.

وقد بلغني أن الحسين بن علي قد فَصَلَ من مكة متوجهًا إلى ما قبلك، فأدرك العيون عليه، وضع الأرصاد على الطرق، وقم أفضل القيام، غير ألا تقاتل إلا من قاتلك، واكتب إليّ بالخبر في كل يوم) (١).

ذكر نحوًا منها: الطبري (٢) مطولًا.

• نقد النص:

لم تأتِ هذه الرواية بسند يمكن الاعتماد عليه، وفيها كتاب عبيد الله إلى يزيد يخبره بما جرى بينه وبين مسلم بن عقيل، ويلاحظ عليها المبالغة في الإشادة بقتل مسلم بن عقيل، وفيها شرط يزيد لعبيد الله ألا يقاتل إلا من قاتله، وهو أمر واضح أن يزيد لم يأمر بقتال الحسين -رضي الله عنه-، ولكن عبيد الله زاد على أمره فقتل الحسين -رضي الله عنه-، وهذا الخبر يعتبر حجة على من رواه، حيث أن الشيعة


(١) الأخبار الطوال ٢٤٢.
(٢) التاريخ ٥/ ٣٨٠، من طريق أبي مخنف وهو ضعيف.

<<  <   >  >>