للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلما كثر الجدال بينهما قال الحر: إني لم أؤمر بقتالك، وإنما أمرت ألا أفارقك، وقد رأيت رأيًا فيه السلامة من حربك، وهو أن تجعل بيني وبينك طريقًا، لا تدخلك الكوفة، ولا تردك إلى الحجاز، تكون نصفًا بيني وبينك حتى يأتينا رأي الأمير.

قال الحسين: فخذ هاهنا، فأخذ متياسرًا من طريق العذيب، ومن ذلك المكان إلى العذيب ثمانية وثلاثون ميلًا، فسارا جميعًا حتى انتهوا إلى عذيب الحمامات (١)، فنزلوا جميعًا، وكل فريق منهما على غلوه (٢) من الآخر) (٣).

ذكر نحوًا منها: ابن سعد (٤) مختصرًا، والبلاذري (٥)، والطبري (٦) مطولًا.

* لقاء الحسين -رضي الله عنه- بعبيد الله بن الحر الجعفي:

[٦٢]- (ثم ارتحل الحسين من موضعه ذلك متيامنًا عن طريق الكوفة حتى انتهى إلى قصر بني مقاتل (٧)، فنزلوا جميعًا هناك، فنظر الحسين إلى فسطاط مضروب، فسأل عنه، فأخبر أنه لعبيد الله بن الحر الجعفي (٨)، وكان


(١) عذيب الحمامات وعند البلاذري: الأنساب ٣/ ١٧١ عذيب الهجانات، والطبري ٥/ ٤٠٣ العذيب، والعذيب: مكان قرب الكوفة في العراق. محمد شراب: المعالم الأثيرة ١٨٧.
(٢) الغلوة: قدر رمية بسهمٍ. ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر ٣/ ٣٨٣.
(٣) الأخبار الطوال ٢٤٨، ٢٤٩، ٢٥٠.
(٤) الطبقات ١/ ٤٦٣ (ت د. محمد السلمي).
(٥) الأنساب ٣/ ١٦٩.
(٦) التاريخ ٥/ ٤٠٠.
(٧) قصر بني مقاتل: يقع أسفل وادي تبل الذي يبعد أميالًا يسيرة عن الكوفة، وينسب إلى مقاتل بن حسان بن ثعلبة. الحموي: البلدان ٢/ ١٤. البلاذري: الأنساب ١٢/ ٣٦٩.
(٨) عبيد الله بن الحر الجعفي، له إدراك، وقد شهد القادسية، وكان شجاعًا شاعرًا قدم على معاوية -رضي الله عنه- وشهد معه صفين، وقد تمارض حتى لا يشهد قتل الحسين -رضي الله عنه- وهرب من ابن زياد، وقد ندم على عدم نصرته للحسين -رضي الله عنه-. ابن عساكر: تاريخ دمشق ٣٧/ ٤١٧. ابن حجر: الإصابة ٥/ ٨٨.

<<  <   >  >>