للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمانية عشر ألف رجل، فلما دنوت، فعلمت غرور ما كتبوا به إليّ، وأردت الانصراف إلى حيث منه أقبلت، فمنعني الحر بن يزيد، وسار حتى جعجع بي في هذا المكان، وَلِيَ بك قرابة قريبة، ورحم ماسة، فأطلقني حتى انصرف، فرجع قرة إلى عمر بن سعد بجواب الحسين بن علي.

فقال عمر: الحمد لله، والله إني لأرجو أن أُعْفَى من محاربة الحسين.

ثم كتب إلى ابن زياد يخبره بذلك.

فلما وصل كتابه إلى ابن زياد كتب إليه في جوابه:

قد فهمت كتابك، فاعْرِضْ على الحسين البيعة ليزيد، فإذا بايع في جميع من معه، فأعلمني ذلك ليأتيك رأيي.

فلما انتهى كتابه إلى عمر بن سعد قال: ما أحسب ابن زياد يريد العافية.

فأرسل عمر بن سعد بكتاب ابن زياد إلى الحسين، فقال الحسين للرسول: لا أجيب ابن زياد إلى ذلك أبدًا، فهل هو إلا الموت، فمرحبًا به) (١).

ذكر نحوًا منها: البلاذري (٢) مختصرًا، والطبري (٣) مطولًا.

• نقد النص:

ذكرتْ هذه الرواية المحادثات التي تمت بين الحسين -رضي الله عنه- وعمر بن سعد، وقد جاءت مسندة عند الطبري من طريق هشام بن محمد الكلبي وهو ضعيف، ثم ذكرت هذه الرواية أن الحسين رفض البيعة ليزيد، وهو ما جعله يعزم على القتال، وقد تفرد صاحب الكتاب بذلك، وهذا الخبر لا يصح عنه.

وقد ورد ما يخالفه وهو أن عبيد الله بن زياد طلب من الحسين -رضي الله عنه-


(١) الأخبار الطوال ٢٥٣، ٢٥٤.
(٢) الأنساب ٣/ ١٧٧.
(٣) التاريخ ٥/ ٤١٠. من طريق هشام بن محمد الكلبي ضعيف سبقت ترجمته.

<<  <   >  >>