للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

النزول على حكمه فرفض وعزم على القتال وهو المشهور في هذا المقام، وذلك بعد أن عرض الحسين -رضي الله عنه- على عمر بن سعد خصالًا وهي:

الأولى: أن يرجع من حيث أتى.

والثانية: أن يذهب إلى يزيد ويضع يده بيده.

والثالثة: أن يذهب إلى الري ليجاهد الديلم.

وكاد عبيد الله أن يوافق على أحد هذه الخيارات الثلاثة لولا تدخل شمر بن ذي الجوشن الضبابي، فإنه حذره من قبول ذلك وطلب منه أن ينزله على حكمه (١).

ونلاحظ هنا دور وزير الخبث والمكر وهو شمر بن ذي الجوشن، ولا يستبعد أن ذلك وافق هوى ابن زياد ودليل هذا أنه قبل منه دون تريث.

[٦٩]- (فكتب عمر بن سعد إلى ابن زياد بذلك، فغضب، فخرج بجميع أصحابه إلى النخيلة (٢) ثم وجه الحصين بن نمير، وحجار بن أبجر، وشبث بن ربعي، وشمر بن ذي الجوشن، ليعاونوا عمر بن سعد على أمره.

فأما شمر فَنَفَذَ لِمَا وُجِّهَ لَهُ، وأما شبث فاعتلَّ بمرض.

فقال له ابن زياد: أتتمارض؟ إن كنت في طاعتنا فاخرج إلى قتال عدونا.

فلما سمع شبث ذلك خرج، ووجه أيضا الحارث بن يزيد بن رويم (٣).

قالوا: وكان ابن زياد إذا وَجَّهَ الرجل إلى قتال الحسين في الجمع الكثير، يصلون إلى كربلاء، ولم يبقَ منهم إلا القليل، كانوا يكرهون قتال الحسين،


(١) ابن سعد: الطبقات ١/ ٤٦٥ (ت د. محمد السلمي)، أما البلاذري في الأنساب ٣/ ١٨٢، والطبري في التاريخ ٥/ ٤١٤، فذكروا من قوله: أو أذهب إلى ثغر من الثغور. وجاء عند أبو العرب في المحن ١٥٤، أو أذهب إلى الترك أقاتلهم حتى أموت.
(٢) النّخيلة: تصغير نخلة، وهي موضع قرب الكوفة على سمت الشام. الحموي: البلدان ٥/ ٢٧٨.
(٣) الحارث بن يزيد، لم أقف على ترجمته.

<<  <   >  >>