للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكر نحوًا منها: ابن سعد (١)، والبلاذري (٢) مختصرًا، والطبري بمثله مطولًا (٣).

• نقد النص:

مع أن هذا الخطاب الذي أُلْقِيَ بين يدي يزيد لم يرد بشيء صحيح، وفيه مبالغات في وصف القتلى، إلا أنه حجة على من رواه وبراءة ليزيد من دم الحسين -رضي الله عنه-، وأنه لم يأمرهم بقتله، وإلا فما الحاجة إلى ذكر حالهم مع الحسين -رضي الله عنه- لو كان هو الآمر، ثم إن بكاءه ودمع عينه لهو خير دليل في اعتراضه على قتلهم له.

وما ذكرته هذه الرواية أن يزيد تمثل ببيت من الشعر عندما وضع الرأس أمامه، فهذا باطل؛ لأن رأس الحسين -رضي الله عنه- لم يُحْمَلْ أصلا إلى يزيد وقد سبق نفي ابن تيمية لذلك في نقد الرواية رقم (٨٤)، أما تمثله بهذه الأبيات فهو باطلٌ ببطلان حمل الرأس إليه، وقد اتهموه أيضًا بعد الحرة أنه تمثل ببيت لابن الزبعرى كما سيأتي، ولم يتمثل فيه حتى ابن زياد.

وقد ذكر ابن سعد (٤) قولًا وهو أن الذي تمثل بهذه الأبيات هو عبيد الله بن زياد.

قال المحقق السلمي: (والذي في تاريخ الطبري من طريق أبي مخنف، وفي معجم الطبراني بإسناد رجاله ثقات كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد إلا أنه معضل فإن الليث بن سعد لم يدرك الحادثة، وأيضًا عند ابن الأثير بالكامل وابن


(١) الطبقات ١/ ٤٨٦ (ت د. محمد السلمي).
(٢) الأنساب ٣/ ٢١٤.
(٣) التاريخ ٥/ ٤٥٩. من طريق هشام بن محمد بن الكلبي، سبقت ترجمته وهو ضعيف.
(٤) الطبقات ١/ ٤٨١ (ت د. محمد السلمي).

<<  <   >  >>