للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

في جامعة .... ) (١)، وفي هذه الرواية حال عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- مع بيعة يزيد إلا أن فيها مبالغة في وصفه بالتحريض على بني أمية.

ثم أرسل يزيد إلى عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- فأبى البيعة لهم بهذه الصفة وقال: (اللهم إني عائذ ببيتك الحرام، وقد عرضت عليهم السمع والطاعة فأبوا إلا أن يحلوا بي ويستحلوا مني ما حرمت) (٢).

وقال المدائنيّ: (كتب يزيد إلى ابن الزّبير يدعوه إلى بيعته، فكتب ابن الزّبير يدعوه إلى الشورى، وكان فيما كتب به يزيد:

لو بغير الماء حلقي شرقٌ … كنت كالغصّان بالماء اعتصاري (٣)

فأذكرك اللّه في نفسك، فإنك ذو سن من قريش، وقد مضى لك سلف صالح وقدم صدق من اجتهاد وعبادة، فاربب صالح ما مضى ولا تبطل ما قدمت من حسنٍ، وادخل فيما دخل فيه الناس ولا تردهم في فتنة ولا تحل حرم اللّه، فأبى أن يبايع، فحلف ألَّا يقبل بيعته إلا في جامعة) (٤).

ومما يؤكد ذلك ما رواه ابن أبي عاصم عن هشام بن عروة عن أبيه قال: بعث يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن الزّبير بقيدٍ من فضّةٍ، وجامعةٍ من ذهبٍ، فقال: «أقسمت عليك لتأتينّي فيه»، فقال ابن الزّبير: ولا ألين لغير الحقّ أسأله حتّى يلين لضرس الماضغ الحجر .. ) (٥).


(١) الطبقات ٢/ ٤٢ (تحقيق د. محمد السلمي) طرقها ضعيفة كما ذكر المحقق، ولكن يستأنس بها.
(٢) المصدر السابق. ٢/ ٤٢، والطبري: التاريخ ٥/ ٤٦٧.
(٣) هذا البيت لعدي بن زيد، ومعناه لو غصصت بغير الماء أنقذته بالماء فإذا غصصت بالماء فلا حيلة، ويضرب في ابتلاء الرجل بمن كان يرجو منه الإغاثة. الزمخشري: المستقصى في أمثال العرب ٢/ ٤٠٨.
(٤) البلاذري: الأنساب ٥/ ٣٠٣.
(٥) ابن أبي عاصم: الآحاد والمثاني ١/ ٤١٦ برقم ٥٨٥، وقد أخرجها الفاكهي في أخبار مكة ٢/ ٣٣٧، والطبراني في المعجم الكبير ١٣/ ٩٢، برقم ٢٣٠، والحاكم في المستدرك ٣/ ٦٣٣، وأبو نعيم في حلية الأولياء ١/ ٣٣١، والطبري: التاريخ ٥/ ٤٧٦.

<<  <   >  >>