للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومما سبق نرى أن يزيد أشغله تثاقل عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- عن بيعته، وأن أساس دعوته هي الشورى، ثم إنه بايع بعد عناء، فحلف يزيد ألا يقبل منه ذلك إلا أن يأتي بجامعة، ثم نصحه من حوله بأن يقبل منه وأن يبر قسمه (١) فأرسل قيدًا من فضة وجامعة من ذهب فرفض عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- ذلك.

[٩٢]- (فوجه يزيد بعشرة نفر من أشراف أهل الشام، فيهم النعمان بن بشير، وعبد الله بن عضاة الأشعري (٢) وكان له صلاح، ومسلم بن عقبة لعنه الله فقال لهم: انطلقوا، فأعيدوه إلى الطاعة والجماعة وأعلموه، أن أحب الأمور إلى ما فيه السلامة، فساروا حتى وافوا مكة، ودخلوا على ابن الزبير في المسجد، فدعوه إلى الطاعة وسألوه البيعة.

فقال ابن الزبير لابن عضاة: أتستحل قتالي في هذا الحرم؟.

قال: نعم، إن أنت لم تجب إلى طاعة أمير المؤمنين.

قال ابن الزبير: وتستحل قتل هذه الحمامة؟ وأشار إلى حمامة من حمام المسجد. فأخذ ابن عضاة قوسه، وفوق فيها سهمًا، فبوأه نحو الحمامة، ثم قال: يا حمامة، أتعصين أمير المؤمنين؟.

والتفت إلى ابن الزبير، وقال: أما لو أنها قالت نعم لقتلتها) (٣).

ذكر نحوًا منها: البلاذري (٤).


(١) البلاذري: الأنساب ٥/ ٣٠٨. نصحه بذلك عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وابنه معاوية بن
يزيد.
(٢) عبد الله بن عبد الرحمن بن عضاة الكركير الأشعري، شهد صفين مع معاوية -رضي الله عنه-، وكان رسول يزيد إلى عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-. ابن عساكر: تاريخ دمشق ٧٣/ ٢٣١.
(٣) الأخبار الطوال ٢٦٣.
(٤) / ٣٠٩. من طريق الهيثم بن عدي والواقدي وهما ضعيفان.

<<  <   >  >>