للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

انتهى منه سنة ٣٧٧ هـ (١) كان متزامنًا مع سيطرة البويهيين (٢) على بغداد (٣)، وهم الذين عرفوا بتشيعهم وبفارسيتهم، فأصبح الكتاب غرضًا لإظهار زمن عزة الفرس وملكهم والإشادة بتاريخهم، وبما أن ابن النديم فيما يذكر أنه ورّاق، يبيع الكتب (٤) فقد أصبح من الضروري إيجاد مثل هذا الكتاب.

- أن من يطلع على كتاب الأخبار الطوال يعرف حق المعرفة أن مصنفه ينتمي إلى الشعوبيين الفرس فقد تتبع واهتم بتاريخهم واعتنى بمآثرهم وأشاد بملوكهم وأطال في ذلك ثم تَنقَّص المسلمين العرب فقد جاء بروايات تحط من قدرهم، وأبو حنيفة الدينوري ليس بفارسي كما سبق في أصله، ثم إن لصاحب الكتاب ميول شيعية؛ وذلك لأنه تقصى أخبار علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وابنيه الحسن -رضي الله عنه- والحسين -رضي الله عنه-، وأنه أكثر في كتابه من القدح في الصحابة، وقام بانتقاء أخبار تخدم ميوله ومذهبه.

ولم أقف على من اتهم أبو حنيفة الدينوري بالتشيع أو رماه به من جميع المتقدمين.


(١) انتهى ابن النديم من الكتاب في هذه السنة. الفهرست ٧.
(٢) قامت الدولة البويهية في سنة ٣٢٠ هـ حتى سنة ٤٤٧ هـ، ينسبون إلى بلاد الديلم جنوب بحر قزوين، وهم شيعة متعصبين، حاقدين على الإسلام، أتوا بأفعال منكرة، وكانوا في البداية من الرعايا العاديين، على أن الأمجاد العظيمة التي حصل عليها بنو بويه جعل بعض المؤرخين يتوهمون نسبتهم إلى ملوك آل ساسان. أحمد العسيري: موجز التاريخ ٢٢٩.
(٣) استولى بنو بويه على بغداد في سنة ٣٣٤ هـ من الهجرة واستمر ملكهم في بغداد إلى أن دخل طغرلبك السلجوقي وقضى على ملكهم سنة ٤٤٧ هـ وقد كان مدة ولايتهم مائة وعشر سنين. ابن كثير: البداية والنهاية ١١/ ٢٣٨، ١٢/ ٨٣.
(٤) ذكر ياقوت الحموي في معجم الأدباء ٦/ ٢٤٢٧ أنه لا يستبعد أن يكون ورَّاقًا يبيع الكتب؛ لأنه حوى في كتابه الفهرست كثيرًا من الكتب والفنون.

<<  <   >  >>