للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وستين للهجرة (١).

ومما يدل على هذا ما رواه البلاذري فقال: حدثنا زهير بن حرب (٢) أبو خيثمة، حدّثنا وهب بن جريرٍ (٣)، حدّثنا جويرية (٤)، عن نافع (٥): أن ابن الزّبير لم يَدعُ له بالخلافة حتى مات يزيد (٦)، وقال نافع: كنت تحت منبره يوم دعا إلى نفسه وكان قبل ذلك يدعو إلى الشورى (٧).

وقد ذكر خليفة بن خياط بيعة عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- فقال: (وفي سنة أربع وستّين دعا ابن الزبير إلى نفسه وذلك بعد موت يزيد بن معاوية، فبويع في رجب لسبع خلون من سنة أربع وستّين ولم يكن يدعو إليها ولا يدعو لها حتّى مات يزيد) (٨).

يتضح مما سبق من الروايات أن علاقة عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- مع يزيد بن معاوية في طلب البيعة، مرت بمراحل وهي:

١ - خروج عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- من المدينة إلى مكة، بعد سماعه نبأ وفاة معاوية -رضي الله عنه- والبدء ببيعة يزيد، وكان يسمي نفسه العائذ، ولم يكن يزيد يهتم ببيعته لانشغاله بالحسين -رضي الله عنه-، وتتسم هذه الفترة بالركود.


(١) خليفة بن خياط: التاريخ ٢٥٤، الفسوي: المعرفة والتاريخ ٣/ ٣٣١، الطبري: التاريخ ٥/ ٥٠١.
(٢) زهير بن حرب، أبو خيثمة النسائي نزيل بغداد، ثقة ثبت، روى عنه مسلم أكثر من ألف حديث. ابن حجر: التقريب ٢١٧.
(٣) وهب بن جرير بن حازم الأزدي، ثقة من التاسعة توفي سنة ٢٠٦ هـ. ابن جحر: التقريب ٥٨٥.
(٤) صدوق سبقت ترجمته.
(٥) نافع هو أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، ثقة ثبت، فقيه مشهور من الثالثة مات سنة ١١٧ هـ. ابن حجر: التقريب ٥٥٩.
(٦) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير ٢/ ١٣٤.
(٧) الأنساب ٥/ ٣٥١.
(٨) التاريخ ٢٥٧.

<<  <   >  >>