للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وما ذكره أبي مخنف أيضًا عن المنذر بن الزبير أنه قال عن يزيد: (إن يزيد واللّه لقد أجازني بمائة ألف درهم، وإنه لا يمنعني ما صنع إليَّ أن أخبركم خبره، وأصدقكم عنه، واللّه إنه ليشرب الخمر، وإنه ليسكر حتّى يدع الصّلاة، وعابه بمثل ما عابه به أصحابه الّذين كانوا معه وأشد، فكان سعيد بن عمرو يحدث بالكوفة أن يزيد بن معاوية بلغه قوله فيه فقال: اللّهمّ إني آثرته وأكرمته، ففعل ما قد رأيت، فاذكره بالكذب والقطيعة) (١)، وأبي مخنف ضعيف.

- وأخرج البيهقي (٢) بسنده عن ابن فليحٍ: (أنّ أبا عمرو بن حفص بن المغيرة (٣) وفد على يزيد فأكرمه وأحسن جائزته، فلمّا قدم المدينة قام إلى جنب المنبر- وكان مُرْضيًّا صالحًا- فقال: ألم أحبّ أن أكرم، والله لرأيت يزيد بن معاوية يترك الصّلاة سكرًا فأجمع النّاس على خلعانه بالمدينة فخلعوه)، وابن فليح قال عنه ابن حجر: ليس بالقوي، وقال مرة: مجهول (٤).

وذكر الطبري (٥) رواية نحوًا منها عن أبي مخنف، أن أمير المدينة عثمان بن محمد بن أبي سفيان، بعث وفدًا إلى يزيد فيهم عبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة (٦)، فلما رجعوا إلى المدينة، سبُّوه، وذكروا شربه للخمر.


(١) البلاذري: الأنساب ٥/ ٣٢٠، الطبري: التاريخ ٥/ ٤٨٠.
(٢) دلائل النبوة ٦/ ٤٧٤. وابن عساكر: تاريخ دمشق ٢٧/ ١٨، من طريق يعقوب بن سفيان الفسوي.
(٣) أبا عمرو بن حفص بن المغيرة، قيل: إن اسمه أحمد، وقيل عبد الحميد خرج مع علي -رضي الله عنه- إلى اليمن حينما أمره الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليها فمات هناك، وقيل: عاش إلى خلافة عمر. ابن حجر: الإصابة ١٢/ ٤٦٤.
(٤) يحيى بن فليح بن سليمان. ابن حجر: لسان الميزان ٨/ ٤٧١.
(٥) التاريخ ٥/ ٤٨٠.
(٦) عبد الله بن أحمد بن حفص بن المغيرة المخزومي، خرج مع أبيه بصحبة عمر -رضي الله عنه- إلى الشام، وذكره خليفة بن خياط فيمن خلع يزيد، ثم ذكره في قتلى الحرة. ابن عساكر: تاريخ دمشق ٢٧/ ١٧.

<<  <   >  >>