للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ينقل أن مثل هذا الفعل من انتهاك الأعراض، والإسراف في القتل، وقع مع الكفار، فكيف يتصور وقوعه مع المسلمين، وفي دار النبوة والهجرة؟! والحادثة لا شك أنها كبيرة ومؤسفة وخطأ جسيم، ولذلك أجمع السلف على تسمية مسلم بن عقبة مسرفًا، ولكن هذا لا يجعلنا ننفي أصل الحادثة وهو إباحة المدينة بعد توارد الأدلة على ثبوتها، كما فعل بعض المستشرقين والباحثين المعاصرين الذين جهلوا السلف الماضين، ونسبوهم إلى ضعف التحقيق العلمي، مع أنهم هم لم يبنوا حكمهم هذا على التتبع والاستقراء ودراسة كافة النصوص الواردة في الموضوع، وإلا لتبين لهم الحق والواقع) (١).

وقال الشيباني، بعد أن فند الروايات وما فيها من مزاعم ثم عرض الأدلة والقرائن: (وبهذه الأدلة والقرائن التي ذكرناها يُتأكد لنا أن انتهاك أعراض نساء المدينة لا أساس له من الصحة، وأنها روايات جاءت متأخرة، وبدافع حزبي بغيض، يتخذ من كره وتشويه التاريخ الأموي دافعًا له) (٢).

* محاسبة مسلم لرءوس الحرة:

[١٠٢]- (فلما كان اليوم الرابع جلس مسلم بن عقبة، فدعاهم إلى البيعة، فكان أول من أتاه يزيد بن عبد الله بن ربيعة بن الأسود (٣)، وجدته أم سلمه زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-. فقال له مسلم: بايعني.

قال: أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.

فقال مسلم: بل بايع على أنكم فيء لأمير المؤمنين، يفعل في أموالكم


(١) ابن سعد: الطبقات ٢/ ٦٥ (ت د. محمد السلمي).
(٢) مواقف المعارضة ٥٥٩.
(٣) يزيد بن عبد الله بن زمعة بدل (ربيعة) بن الأسود بن عبد المطلب، وأمه زينب بنت أبي سلمة، قتله مسلم بن عقبة يوم الحرة. ابن سعد: الطبقات ١/ ١٠٣ (ت زياد منصور).

<<  <   >  >>