للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

جاءت هذه الرواية تحكي خروج أربعين رجلًا من الخوارج، وفيهم عظماء الخوارج وهذا مخالف لما جاءت به المصادر السابقة والتي ذكرت أن خبر اجتماع الخوارج وفيهم عظمائهم وعلى رأسهم نافع بن الأزرق كان في مكة وقد قاتلوا مع عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- ضد أهل الشام، ثم تفرقوا عنه عندما سألوه عن رأيه في عثمان -رضي الله عنه- فخالفهم، فخرج نجدة بن عامر باليمامة، وخرج نافع بن الأزرق بالبصرة، وتفرق عنه أكثر زعمائهم، سنة أربع وستين (١)، وهذا يدل على أنهم لم يكونوا مجتمعين في خروجهم، بل تفرقوا بعد عودتهم من ابن الزبير -رضي الله عنه-.

ثم إن هذا الخبر الذي ذكر فيه هذه الأبيات جاء في قصة مرداس بن أدية (٢)، وهو من الخوارج، الذي كان في سجن ابن زياد ثم أخرج منه، فخرج في أربعين رجلًا إلى الأهواز، فأرسل له عبيد الله بن زياد جيشًا في ألفين رجل فهزمهم مرداس بن أدية.

وهذه القصة مشهورة ويستشهد بها على شجاعة الخوارج.

وهنا وقفة وتساؤل: هل يمكن لأربعين رجلًا أن يهزموا ألفين؟.

وللإجابة عن هذا السؤال أقول: إنه بعد استقراء الخبر من مصادر أخرى لوحظ عليه ما يلي:

- جرت بين القائد المرسل من قبل عبيد الله بن زياد وبين مرداس بن أدية


(١) خليفة بن خياط: التاريخ ٢٥٣. ابن سعد: الطبقات الكبرى ٥/ ٢٥. الطبري: التاريخ ٥/ ٥٦٤.
(٢) مرداس بن حدير بن عامر الحنظلي التميمي، من عظماء (الشراة) الخوارج، أحد الخطباء الأبطال العباد، شهد صفين مع علي -رضي الله عنه- وأنكر هو وأخوه عروة التحكيم، وشهد النهروان، سجنه عبيدالله بن زياد ونجا، ثم خرج في آسك وقتل فيها سنة ٦١ هـ. البري: الجوهرة ١/ ١٣٨. الزركلي: الأعلام ٧/ ٢٠٢.

<<  <   >  >>