للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

على الخوارج، فقتل منهم صبرًا جماعة كثيرة، وفي الحرب جماعة أخرى، وممن قتل منهم صبرًا عروة بن أدية، أخو أبي بلال مرداس بن أدية) (١).

• نقد النص:

نجد أن هذه الرواية التي أوردها الطبري لم تذكر أنه قتلهم على التهمة وإنما وصفت القتلى أنهم من الخوارج ولم تحدد العدد، أما قوله بالتهمة والظنة فلم يكن أمر الخوارج خفيًّا حتى يؤخذ بذلك، وإنما القصد من إيراد الكلام أنهم أغاظوه، وإثبات لما زعم أنها هزيمة له، وأما ردة فعل عبيد الله بن زياد في فشل الحملة التي وردت في الرواية السابقة، فالمحفوظ أنه أرسل جيشًا آخر بقيادة عباد بن أخضر (٢)، فهزمهم وقتلوا جميعًا (٣).

والمتتبع في ولاية عبيد الله بن زياد يجد أن من حسناته تضييق الخناق على الخوارج، ولا أدل على ذلك من تفاقم أمرهم بعد خروجه إلى الشام.

* الخوارج بعد موت يزيد:

[١١٦]- (ولم يزل يتفاقم أمر الخوارج، ويتحلب إليهم من كان على رأيهم وهواهم من أهل البصرة حتى كثروا بعد موت يزيد، وهرب عبيد الله بن زياد من العراق. وخاف أهل البصرة الخوارج على أنفسهم، ولم يكن يومئذ عليهم سلطان، فاجتمعوا على مسلم بن عبيس القرشي (٤)، ووجهوا معه خمسة


(١) التاريخ ٥/ ٣١٢.
(٢) عباد بن أخضر، وأخضر الذي نسب إليه وهو اسم زوج أمه، وأما نسبه فهو عباد بن علقمة بن عباد من بني مازن بن مالك التميمي، وهو قائد اشتهر في العصر الأموي، ثم قتلته الخوارج غيلة. الزركلي: الأعلام ٣/ ٢٥٧. ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ٢١١.
(٣) خليفة بن خياط: التاريخ ٢٥٦. وأما الطبري: التاريخ ٥/ ٤٧١ فذكر اسمه عباد بن الأخضر.
(٤) مسلم بن عبيس بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، أمره ببة على قتال الخوارج، كان من أهل الفضل والقدر، قتل يوم دولاب سنة خمس وستين. مصعب الزبيري: نسب قريش ١٤٧. والبلاذري: الأنساب ٧/ ١٤٨.

<<  <   >  >>