للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكر يعقوب بن سفيان ذلك فقال: (فوثب مروان بن الحكم على الشام فأخذها، فبقي تسعة أشهر ثم مات، وقام بعده ابنه عبد الملك، فنازعه فيها عمرو بن سعيد بن الأشدق وكان نائبًا على المدينة من زمن معاوية -رضي الله عنه- وأيام يزيد ومروان، فلما هلك مروان زعم أنه أوصى له بالأمر من بعد ابنه عبد الملك، فضاق به ذرعًا، ولم يزل به حتى أخذه بعد ما استفحل أمره بدمشق فقتله سنة تسع وستين، ويقال في سنة سبعين) (١).

وهذه الرواية أصح ما ورد في ذلك.

السبب الثاني: الاستيلاء على دمشق، وذلك حينما خرج عبد الملك في بعض حروبه ومعه عمرو بن سعيد، ولما كانوا ببعض الطريق رجع عمرو بن سعيد إلى دمشق وطرد عامل عبد الملك عليها، فلما افتقده عبد الملك سأل عنه، فأخبر خبره، فرجع إلى دمشق وقاتله أيامًا، ثم اصطلحا وكتبا بينهما كتابًا، وبعد أربعة أيام استدعاه وقتله (٢).

وزاد عند خليفة بن خياط أن عمرو بن سعيد خلع عبد الملك وغلب على دمشق بعد أن أخرج خليفة عبد الملك عليها، فسار عبد الملك إليه فاصطلحا على أن يكون الأمر من بعد عبد الملك لعمرو، وأن له مع كل عامل عاملًا، ثم دخل عبد الملك دمشق وغدر بعمرو قتله، (وقال له: لو أعلم أن تبقى وتصلح قرابتي لفديتك بدم النواظر، ولكنه قلما اجتمع فحلان في إبل إلّا أخرج أحدهما صاحبه) (٣).


(١) المعرفة والتاريخ ٣/ ٣٢٦. من طريق يحيى بن عبد الله عن الليث، ذكر ابن حجر أنه ثقة في الليث. التقريب ٥٩٢.
(٢) البلاذري: الأنساب ٥/ ٤٤٣. والطبري: التاريخ ٦/ ١٤٠.
(٣) التاريخ ٢٦٦.

<<  <   >  >>