للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

السبب الثالث: وقد جاء عند الطبري (١) في بعض رواياته أن السبب كان عداوة قديمة بين عبد الملك بن مروان وبين عمرو بن سعيد.

وهذا مستبعد؛ لأنهما عاشا في المدينة فترة من الزمن، وولي كل منهما على ولاية الآخر ولم يرد شيئًا عن أنهما قد تخاصما من قبل.

والذي قام به عمرو يتلخص بأمرين هما:

الأمر الأول: أنه طالب عبد الملك بولاية العهد من بعده، وهو يزعم أن مروان بن الحكم أعطاه ذلك، فقابله عبد الملك بالرفض، ولعل هذا هو أساس الخلاف بينهما وهو السبب الأقوى لرواية يعقوب بن سفيان السابقة.

الأمر الثاني: أنه أقدم على خلع عبد الملك والاستيلاء على دمشق، وكاد أن يذهب حكم عبد الملك لولا أنه قضى عليه، وهذا الأمر هو المشهور بينهما؛ ولكن لم أقف على خبر صحيح يدعمه.

[١٤٩]- (وفي ذلك يقول قائلهم:

غدرتم بعمرو يال مروان ضله … ومثلكم يبنى البيوت على الغدر

فرحنا، وراح الشامتون بقتله … كان على أكتافنا فلق الصخر

وما كان عمرو عاجزا، غير أنه … أتته المنايا بغته، وهو لا يدرى

كان بني مروان إذ يقتلونه … بغاث من الطير اجتمعن على صقر) (٢)

ذكر نحوًا منها: الزبيري (٣)، والبلاذري (٤).


(١) التاريخ ٦/ ١٤٧. من طريق هشام بن محمد.
(٢) الأخبار الطوال ٢٨٧.
(٣) نسب قريش ١٧٩، وذكر أنها ليحيى بن الحكم وهو أخو مروان بن الحكم. وذكر ذلك العسكري: الأوائل ٢٤٨.
(٤) الأنساب ٤/ ٤٥٠ وذكر أنها ليحيى بن سعيد أخي عمرو بن سعيد.

<<  <   >  >>