للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن المختار أول ما أتى الكوفة أحسنَ بالناس السيرة وتألف قلوبهم، فطلب عمر بن سعد أمانًا من المختار فأمنه وكتب له بذلك كتابًا، ثم بعث إليه من يقتله، فقتله وألحق به ابنه حفص.

أما بعث رأس عمر بن سعد إلى محمد ابن الحنفية من قبل المختار فلم يأتِ بسند صحيح (١).

[١٦٧]- (وقال أعشى همدان، وكان من أهل الكوفة:

ولم أنس همدانا غداة تجوسنا … بأسيافها، لا أسقيت صوب هاضب

فقتل من أشرافنا في محالهم … عصائب منهم أردفت بعصائب

فكم من كمي قد أبارت سيوفهم … إلى الله أشكو رزء تلك المصائب

يقتلنا المختار في كل غائط … فيا لك دهر مرصد بالعجائب) (٢)

أورد البلاذري (٣) نحوًا منها، عن أعشى همدان، وفيها خبر هزيمة أهل الكوفة في جبانة السبيع وزاد فذكر هذه الأبيات:

جزى اللّه إبراهيم عن أهل مصره … جزاء امرئ عن وجهه الحق ناكب

سما بالقنا من أرض ساباط مرقلا … إلى الموت إرقال الجمال المصاعب

فصب على الأحياء من صوب ودقة … شآبيب موت عقبت بالحرائب

فأضحى ابن ربعي قتيلا مجدلًا … كأن لم يقاتل مرة ويحارب

يقصد به شبث بن ربعي، وقد نفى البلاذري أن يكون قتل في هذه المعركة وأن من قال ذلك احتج بهذه القصيدة، ومن نفى احتج بهذا الشطر (فأضحى ابن


(١) الطبري: التاريخ ٦/ ٦٢ من طريق أبي مخنف.
(٢) الأخبار الطوال ٣٠١.
(٣) الأنساب ٦/ ٤٠٢.

<<  <   >  >>