للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتمام الخبر ما رواه البلاذري (١) والطبري (٢) أن أهل الكوفة لما هُزِمُوا في يوم الجبانة خرج شمر بن ذي الجوشن على فرسه، فأرسل المختار إليه غلام له يدعى زربي مع جند له، فلحقه زربي فعطف عليه شمر فقتله، ثم خرج إلى قرية وكتب إلى مصعب كتابًا فأرسل مع رجل، فأمسك أصحاب المختار بهذا الرجل وسألوه عن صاحب الكتاب فأخبرهم مكانه، فانتهى خبره إلى المختار فبعث إليه جيشًا فلم يشعر إلا وقد أحاطوا به، فقاتلهم ثم قتلوه.

فيصبح ما سبق أشهر مما ذكره صاحب الكتاب الذي جاء بقصة مقتل شمر بن ذي الجوشن في خبر مسير أحمر بن سليط، الذي أرسله المختار لملاقاة المصعب، مما يعني أنه في آخر زمن المختار كما سوف يأتي معنا في الرواية رقم [١٧٤].

[١٦٩]- (وإن قيس بن الأشعث أنف من أن يأتي البصرة فيشمت به أهلها، فانصرف إلى الكوفة مستجيرًا بعبدالله بن كامل، وكان من أخص الناس عند المختار.

فأقبل عبد الله إلى المختار، فقال: أيها الأمير، إن قيس بن الأشعث قد استجار بي وأجرته، فانفذ جواري إياه.

فسكت عنه المختار مليًّا، وشغله بالحديث، ثم قال: أرني خاتمك، فناوله إياه، فجعله في أصبعه طويلًا.

ثم دعا أبا عمرة، فدفع إليه الخاتم، وقال له سرًّا: انطلق إلى امرأة عبد الله بن كامل، فقل لها: هذا خاتم بعلك علامة، لتدخليني إلى قيس بن


(١) البلاذري: الأنساب ٦/ ٤٠٧.
(٢) الطبري: التاريخ ٦/ ٥٢.

<<  <   >  >>