للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مصعب، فخر صريعًا، فنزل وأجهز عليه، واحتز رأسه.

فأتى به عبد الملك، فحزن عليه حزنا شديدًا، وقال: متى تغدو قريش مثل مصعب؟ وددت لو أنه قبل الصلح، وإني قاسمته مالي.

ولما قُتِلَ مصعب بن الزبير استأمن من بقي من أصحابه إلى عبد الملك، فأمنهم.

فقال عبد الله بن قيس الرقيات (١):

لقد ورد المصرين خزي وذلة … قتيل بدير الجاثليق مقيم

فما صبرت في الحرب بكر بن وائل … ولا ثبتت عند اللقاء تميم

ولكنه ضاع الذمار فلم يكن … بها عربي عند ذاك كريم

وكان قتل مصعب يوم الخميس للنصف من جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين (٢).

فارتحل عبد الملك بالناس حتى دخل الكوفة، فدعاهم إلى البيعة، فبايعوه. ثم جهز الجيوش إلى تهامة لمحاربة عبد الله بن الزبير، وولى الحرب قدامة بن مظعون (٣)، وأمره بالمسير. وانصرف عبد الملك إلى الشام) (٤).


(١) عبد الله بن قيس بن شريح بن مالك بن ربيعة، من قريش الظواهر، ونسب إلى الرقيات؛ لأن جدات له توالين يسمين رقية. ابن سلام: طبقات فحول الشعراء ٢/ ٦٤٧.
(٢) ذكر خليفة بن خياط: التاريخ ٢٦٧، والفسوي: المعرفة والتاريخ ٢/ ٣٣١، أن قتل مصعب في هذه السنة، وكذلك الطبري: التاريخ ٦/ ١٥١، وأنه في جمادى الأولى من طريق المدائني.
(٣) قدامة بن مظعون بن حبيب بن وهب القرشي الجمحي، له صحبة وهو من السابقين الأولين، هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا، مات سنة ست وثلاثين في خلافة علي -رضي الله عنه-، ويقال: سنة ست وخمسين. ابن حجر: الإصابة ٥/ ٣٢٥. ولا أدري لماذا جاء على ذكره صاحب الكتاب في هذا الموضع الذي انفرد به.
(٤) الأخبار الطوال من صفحة ٣١٠ إلى صفحة ٣١٣.

<<  <   >  >>