للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

العراق وخراسان والحجاز، ولا بد لذلك أن يكون على مراحل، فقد عزم عبد الملك على البدء بأهل العراق وما يتبعها من بلاد فارس ثم الحجاز، لكي يأمن الشام من خطر العراقيين، ويتقوى بالرجال والعتاد ثم يخرج إلى الحجاز؛ ليقضي على أعظم خطر يهدد ملكه، وهذا ما فعله كما سيأتي.

ولا بد لنا هنا أن نطرح تساؤلات منها: ما أهمية العراق بالنسبة لسلطان آل الزبير؟. وما هي الأسباب التى أدت إلى فشلهم في الحفاظ عليه؟. وللإجابة عن ذلك نبدأ بأهمية العراق بالنسبة لآل الزبير.

- إن العراق أولى الولايات التي انضمت لحكم آل الزبير، وبسهولة وبدون أدنى جهد يُذْكَر؛ لأن العراقيين خضعوا بسرعة؛ كي يتداركوا خطر الخوارج، ثم جاءهم خطر آخر وهو أشد من الأول وهو خطر المختار، فزاد ذلك من تمسكهم.

- أن العراقيين هم في الأساس الجند الأكثر قوة ودعمًا لآل الزبير.

- يعتبر العراق وما ورائه من بلاد فارس المصدر الأساسي لقوة آل الزبير الاقتصادية وذلك في الخراج والفيء وغيره.

أما عن أسباب فشل آل الزبير في الحفاظ على العراق فهي كالآتي:

- زوال الأخطار المحدقة بالعراق والتي تمثلت بانحسار الخوارج إلى خراسان، ومقتل المختار، وهي لم تذهب بسهولة بل بحروب كثيرة؛ ولذلك فقد فتر العراقيون في تلك الفترة من الحروب وملوها، ورأوا عزم عبد الملك على حربهم فمالوا إليه؛ لأنهم خافوا حربه ولذلك تركوا آل الزبير.

- اختيار عبد الملك بن مروان ضم العراق لملكه في ذلك الوقت جاء مناسبًا لتفكك الوسط القبلي الذي يقوم عليه أهل العراق في حروبهم وولاتهم،

<<  <   >  >>