للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخاه محمد بن مروان (١) إلى العراق فعرضا على ابن الأشعث ومن معه الأمر، فكاد ابن الأشعث أن يوافق على ذلك فخطبهم وطمعهم بالأمر، ولكنهم أعجبوا بكثرتهم ورفضوا الطلب، فخلعوه ثانية وكانت أكثر من الأولى، فرد الأمر إلى الحجاج، فبدأ بقتالهم وكان للقراء كتيبة لها وقع عظيم في الحجاج ومن معه (٢).

وكان للعلماء في جيش ابن الأشعث أثر عظيم في دفع الناس وتشجيعهم ومن هؤلاء الشعبي وعبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه (٣)، وأبو البختري الطائي (٤)، وكان لأصحاب ابن الأشعث ضروبًا من الشجاعة والصبر، ولكنهم هزموا في هذه المعركة سنة ثلاث وثمانين (٥).

وآخر هذه الوقائع وقعة مسكن، والتي انهزم فيه ابن الأشعث وخرج بمن


(١) محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، في الطبقة الثانية من التابعين، وهو والد آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد، من خيرة الأمراء، وقد كان قويًّا شديد البأس، ولَّاه أخوه عبد الملك إمارة الجزيرة، وقاتل الخوارج فيها وفي جبال أرمينية والخزر، توفي سنة مائة. ابن سعد: الطبقات ٥/ ٢٣٧، ابن حجر: لسان الميزان ٧/ ٤٩٧.
(٢) الطبري: التاريخ ٦/ ٣٥٧.
(٣) عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، تابعي فقيه من الحفاظ، ولد في خلافة الصديق أو قبل ذلك وقيل: في خلافة عمر -رضي الله عنه-، وروى عن عثمان، وصحب عليًّا -رضي الله عنه-، ووفد على معاوية -رضي الله عنه-، كان من كبار الخارجين مع ابن الأشعث، ومات بدير الجماجم سنة ثلاث وثمانين. الخطيب: تاريخ بغداد ١٠/ ١٩٧. الذهبي: السير ٤/ ٢٦٢.
(٤) سعيد بن فيروز بن أبي عمران، أبو البختري، الطائي، مولاهم الكوفي، أحد العباد الفقهاء، حدث عن بعض الصحابة، قام مع ابن الأشعث وقتل في دير الجماجم سنة ثلاث وثمانين. المزي: تهذيب الكمال ١١/ ٣٢، الذهبي: السير ٥/ ١٦٠.
(٥) الطبري: التاريخ ٦/ ٣٥٧.

<<  <   >  >>