للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإذا خرجت إلى مجلسك فابدأ جلساءك بالكلام يأنسون بك، وتثبت في قلوبهم محبتك، وإذا انتهى إليك أمر مُشْكَلٌ فاستظهر عليه بالمشاورة، فإنها تفتح مغاليق الأمور المبهمة، واعلم أن لك نصف الرأي، ولأخيك نصفه، ولن يهلك امرؤ عن مشورة، وإذا سخطت على أحد فأخِّرْ عقوبته فإنك على العقوبة بعد التوقف عنها أقدر منك على ردها بعد إمضائها) (١).

- (وقال عبد الملك بن مروان لابنه الوليد وكان ولي عهده: يا بنيّ، اعلم أنه ليس بين السلطان وبين أن يملك الرعية أو تملكه إلا حرفان: حزم وتوان) (٢).

- (أوصى عبد الملك ولده، وأهل بيته، فقال: يا بني مروان ابذلوا معروفكم، وكفوا أذاكم، واعفوا إذا قدرتم ولا تبخلوا إذا سُئلتم، ولا تلحفوا إذا سألتم، فإنه مَنْ ضَيَّقَ ضُيِّقَ عليه، ومن وَسَّعَ وُسِّعَ عليه) (٣).

وقد ذكر في كتاب وصايا العلماء عن حضور الموت أن عبد الملك لما أحس بالموت قال: "ارفعوني على شرفٍ، ففعل ذلك، فتنسّم الرّوح ثمّ قال: يا دنيا ما أطيبك، إنّ طويلك لقصيرٌ، وإنّ كثيرك لحقيرٌ، وإن كنّا منك لفي غرورٍ، وتمثّل بهذين البيتين:

إن تناقش يكن نقاشك يا ربّ … عذابًا لا طوق لي بالعذاب

أو تجاوز فأنت ربٌّ صفوحٌ … عن مسيءٍ ذنوبه كالتّراب" (٤)

[١٩٦]- (وكان سلطانه إحدى وعشرين سنة وستة أشهر، وكان له يوم


(١) البلاذري: الأنساب ٧/ ٢١٠.
(٢) ابن عبد ربه: العقد الفريد ١/ ٤٢.
(٣) البلاذري: الأنساب ٧/ ٢١٢.
(٤) الربعي: وصايا العلماء ٨٢.

<<  <   >  >>