للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

في الناس.

وكان رجلًا مفوهًا، فقام بالدعاء، وتولى الدعوة بالعراقين، وكانت كتب الإمام تأتيه، فيغسلها بالماء ويعجن بغسالتها الدقيق، ويأمر، فيختبز منه قرص، فلا يبقى أحد من أهله وولده إلا أطعمه منه.

ثم إنه مرض مرضه الذي مات فيه، فأوصى إلى أبي سلمة الخلال (١)، وكان أيضًا من كبار الشيعة، وكتب إليه يعلمه ذلك.

فكتب محمد بن علي إلى أبي سلمة، فولاه الأمر، وأمره بالقيام بما كان يقوم به أبو هاشم، ثم كتب إلى أبي عكرمة وحيان، وكانا صاحبي الأمر بخراسان، يأمرهما أن يكاتبا أبا سلمة، فدعاهما إلى الدخول معه في أمره، فأجاباه، ودخلا معه، وكانفاه) (٢).

ذكر نحوًا منها مختصرًا: البلاذري (٣)، والطبري (٤).

• نقد النص:

الملاحظ على هذه الرواية ما انفرد به صاحب الكتاب في وصفه لبكير وعمله في كتب محمد بن علي، وكل هذه لا ننفيها عنهم ولا نثبتها لهم، ولعلها تعمل لمزيد من القدسية التي أضافها أصحاب الدعوة على أئمتهم؛ لأنهم من آل بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وذلك لإشباع العواطف الدينية ثم تسخيرها لأهدافهم.


(١) حفص بن سليمان، الكوفي، المعروف بالخلَّال، مولى السبيع من همدان، من دعاة بني العباس، وزير السفاح، وهو أول من وقع عليه اسم الوزارة، أنفق أمواله في سبيل الدعوة العباسية، دسَّ إليه أبي مسلم من يقتله فقتله، وسبب ذلك أنه أراد تحويل الأمر إلى آل أبي طالب. البلاذري: الأنساب ٤/ ١٥٥. الذهبي: تاريخ الإسلام ٨/ ٤٠٠.
(٢) الأخبار الطوال ٣٣٣، ٣٣٤.
(٣) الأنساب ٤/ ١١٧.
(٤) التاريخ ٧/ ٢٥، ٣٢٩.

<<  <   >  >>