للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى خراسان خمسة نفر من شيعته: سليمان بن كثير، ومالك بن الهيثم (١)، وموسى بن كعب (٢)، وخالد بن الهيثم (٣)، وطلحة بن زريق (٤)، وأمرهم بكتمان أمرهم، وألا يفشوه إلى أحد إلا بعد أن يأخذوا عليه العهود المؤكدة بالكتمان.

فساروا حتى أتوا خراسان، فكانوا يأتون كورة بعد كورة، فيدعون الناس سرًّا إلى أهل بيت نبيهم، ويبغِّضون إليهم بني أمية، لما يظهر من جورهم واعتدائهم، وركوبهم القبائح، حتى استجاب لهم بَشَر كثير في جميع كور خراسان.

وبلغ الجنيد أمرهم، فأمر بطلبهم، وأُخِذُوا، وأتى بهم الجنيد.

فقال: يا فسقة، قد قدمتم هذه البلاد، فأفسدتم قلوب الناس على بني أمية، ودعوتم إلى بني العباس.

فتكلم سليمان بن كثير، وقال: أيها الأمير، أتاذن لي في الكلام؟

قال: تكلم قال: أنا وإياك كما قال الشاعر:

لو بغير الماء حلقي شرق … لاستغثت اليوم بالماء القراح

نعلمك أيها الأمير، أنا أناس من قومك اليمانية، وأن هؤلاء المضرية تعصبوا علينا، فرقوا إليك فينا الزور والبهتان؛ لأنا كنا أشد الناس على قتيبة،


(١) مالك بن الهيثم الخزاعي، أحد الثائرين الاثنى عشر القائمين بأعباء منشأ الدولة العباسية، قاموا بخراسان مع أبي مسلم، حكى المدائني عنه: وقد رمي بالإباحية والزندقة، قال الذهبي: (الله أعلم بسريرته) ويقال: كان على رأي الخُرَّمية في إباحة المحارم، كان المنصور يعظمه ويبجله. الذهبي: تاريخ الإسلام ١٠/ ٤١٣.
(٢) موسى بن كعب التميمي، أحد النقباء الاثنى عشر، في الدعوة العباسية، كان المنصور يعظمه وقد ولاه مصر فمات بها. الذهبي: تاريخ الإسلام ٩/ ٣١٠.
(٣) في البلاذري: الأنساب ٤/ ١١٦، خالد بن (إبراهيم) بدل (الهيثم) أبو داود أحد النقباء الاثنى عشر.
(٤) طلحة بن رزيق، أبو منصور أحد الدعاة الاثنى عشر. البلاذري: الأنساب ٤/ ١١٦.

<<  <   >  >>