للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

في جوائزهم الضعف، وكان وهو ولي عهد يطعم مَنْ وَفَد إليه من أهل الصائفة قافلًا، ويطعم من صدر عن الحج بمنزل يقال له: زيزاء ثلاثة أيام، ويعلف دوابهم، ولم يقل في شيء يسأله: لا فقيل له: إن في قولك: انظر، عدة ما يقيم عليها الطالب، فقال: لا أعود لساني شيئًا لم اعتده، وقال:

ضمنت لكم إن لم تعقني عوائق … بأن سماء الضر عنكم ستقلع

سيوشك إلحاق معا وزيادة … وأعطيه مني عليكم تبرع

محرمكم ديوانكم وعطاؤكم … به يكتب الكتاب شهرًا وتطبع (١)

وقد زاد في أعطيات الناس، وأنقصها يزيد بن الوليد بعد ذلك فسمي بالناقص (٢).

ولقد أكثرت بعض الكتب الذم في هذا الخليفة، فلا تجد ذكرًا له إلا قبيحًا وممزوجًا بأنواع القبائح، وخصوصًا كتب الأدب وهي التي يقل فيها التثبت، ولم نقف على أشياء صحيحة في ما يذكر عنه، فكلها أحاديث وأقاويل تناقلته الرواة مع الزمن، ويبدو أن الدور الإعلامي الذي قام به الثائرون عليه أثبت كل هذا، ثم سارت به الركبان.

ثم إن تسلط هذا الخليفة على أبناء هشام وخالد بن عبد الله جعل منه عرضة للانتقام بمحورين: الأول: من بعض المتعاطفين معهم من البيت الأموي، والثاني: من اليمانية التي ينتسب إليهم خالد بن عبد الله، والمتمعن بما صح من شعره وأعماله الطيبة التي بذلها للناس في حكمه يجد هناك تعارضًا مع ما يروى من قبيح سيرة، وأن هذه الأعمال يستحيل أن تجتمع في شخص واحد.


(١) الطبري: التاريخ ٢١٧، ٢١٨.
(٢) البلاذري: الأنساب ٩/ ١٤٦.

<<  <   >  >>