للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو بحق خليفة مظلوم بغي عليه، ومن أدلة ذلك:

- يروى أن أيوب السختياني (١) لما بلغه مقتل الوليد قال: (ليتهم تركوا لنا خليفتنا ولم يقتلوه) (٢).

- ذكر ابن الأثير الوليد بن يزيد فقال: (وقد نزّه قومٌ الوليد ممّا قيل فيه، وأنكروه ونفوه عنه وقالوا: إنّه قيل عنه وألصق به وليس بصحيحٍ) (٣).

ثم ساق أخبارًا في ذلك ومنها:

دخل ابن للغمر بن يزيد على الرشيد فسأله ممن أنت قال من قريش قال من أيها؟ فأمسك، فقال: قل وأنت آمن، ولو أنك مروان. فقال: أنا ابن الغمر بن يزيد فقال: رحم الله عمك الوليد ولعن يزيد الناقص، فإنه قتل خليفة مجمعًا عليه، أرفع حوائجك، فرفعها فقضاها.

وجاء ذكر الوليد بن يزيد عند الخليفة العباسي المهدي، فقال المهدي إنه زنديق، فقام أبو علاثة (٤) الفقيه فقال: يا أمير المؤمنين، إن الله أعدل من أن يولي خلافة النبوة وأمر الأمة زنديقًا، فأقر المهدي قوله وشكره (٥).

ويقول العسيري (٦) عن الوليد بن يزيد: (وقد أشيع عنه انحرافات ومنكرات تبدو كالأساطير، حتى إن البعض تصوره زنديقًا، محتقرًا للقرآن، مهاجمًا تعاليم الإسلام، ولو صح ذلك لكانت فرصة لعمه هشام لعزله، ولكن


(١) أيوب بن أبي نَيمية كيسان العنزي، أبو بكر، وهو الإمام الحافظ سيد العلماء، كان ثقة ثبت، يعد من صغار التابعين، ومن سادات أهل البصرة، توفي سنة ١٣١ هـ وعمره ٦٣ سنة. الذهبي: السير ٦/ ١٥.
(٢) البلاذري: الأنساب ٩/ ١٨٤.
(٣) الكامل ٤/ ٣٠٨.
(٤) لم أقف على ترجمته.
(٥) ابن الأثير: الكامل ٤/ ٣٠٨.
(٦) لم أقف على ترجمته.

<<  <   >  >>