للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

خاصته، فقال له: انطلق إلى ابن عمك، فأمِّنْه، ومره أن يصير إليّ آمنًا؛ لأناظره في بعض ما قد دهمنا من هذا العدو. فقال الكرماني لعصمة حين أبلغه رسالة نصر: يا ابن الخبيثة، وما أنت وذاك؟ وقد ذكر لي عمك، أنك لغير أبيك الذي تنسب إليه، إنما تريد أن تتقرب إلى ابن الأقطع يعني نصرًا، أما لو كنت صحيح النسب لم تفارق قومك، وتميل إلى من لا رحم بينه وبينك. فانصرف عصمة إلى نصر، وأبلغه قوله) (١).

ذكر نحوًا منها: الطبري (٢).

• نقد النص:

نجد أن في هذه الرواية خبر مراسلة نصر بن سيار للكرماني، وهو يحاول بذلك رده إلى الطاعة بعد أن خرج من حبسه، وقد انفرد صاحب الكتاب في ذكر أن الكرماني قدح بنسب رسول نصر وهو عصمة، وهذا لم يثبت، ثم إنه مخالف لما رواه الطبري أن عصمة قال للكرماني: (يا أبا علي، إني أخاف عليك عاقبة ما ابتدأت به في دينك ودنياك، ونحن نعرض عليك خصالًا، فانطلق إلى أميرك يعرضها عليك، وما نريد بذلك إلا الإنذار إليك. فقال الكرماني لعصمة: إني أعلم أن نصرًا لم يقل هذا لك، ولكنك أردت أن يبلغه فتحظى، والله لا أكلمك كلمة بعد انقضاء كلامي حتى ترجع إلى منزلك، فيرسل من أحب غيرك فرجع عصمة) (٣).

ونجد في هذا الرواية ردًّا على ما قبلها وما جاء فيها أن نصرًا أبعد اليمانية، فقد أرسل رجلًا منهم وهو عصمة الأزدي وهو من خاصته، ولكن أيدي العبث تأبى إلا أن تغير من الحقائق.


(١) الأخبار الطوال ٣٥٢.
(٢) الطبري: التاريخ ٧/ ٢٩١.
(٣) المصدر السابق ٧/ ٢٩١.

<<  <   >  >>