للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* محاولة نصر بن سيار رد الكرماني إلى حلف جاهلي:

[٢٤٢]- (ثم إن الكرماني كتب إلى عمر بن إبراهيم (١)، من ولد أبرهة ابن الصباح (٢)، ملك حمير، وكان آخر ملوكهم، وكان مستوطنًا الكوفة، يسأله أن يوجه إليه بنسخة حلف اليمن وربيعة، الذي كان بينهم في الجاهلية، ليحييه، ويجدده، وإنما أراد بذلك أن يستدعي ربيعة إلى مكانفته، فأرسل به إليه، فجمع الكرماني إليه أشراف اليمن وعظماء ربيعة، وقرأ عليهم نسخة الحلف.

وكانت النسخة:

بسم الله العلي الأعظم، الماجد المنعم، هذا ما احتلف عليه آل قحطان وربيعة الإخوان، احتلفوا على السواء السواء، والأواصر والإخاء، ما احتذى رجل حذا، وما راح راكب واغتدى، يحمله الصغار عن الكبار، والأشرار عن الأخيار. آخر الدهر والأبد، إلى انقضاء مدة الأمد، وانقراض الآباء والولد، حلف يوطأ ويثب، ما طلع نجم وغرب، خلطوا عليه دماءهم، عند ملك أرضاهم، خلطها بخمر وسقاهم، جز من نواصيهم أشعارهم، وقلم عن أناملهم أظفارهم، فجمع ذلك في صر، ودفنه تحت ماء غمر، في جوف قعر بحر آخر الدهر، لا سهو فيه ولا نسيان، ولا غدر ولا خذلان، بعقد مؤكد شديد، إلى آخر الدهر الأبيد، ما دعا صبي أباه، وما حلب عبد في إناه، تحمل عليه الحوامل، وتقبل عليه القوابل، ما حل بعد عام قابل، عليه المحيا والممات، حتى ييبس الفرات، وكتب في الشهر الأصم عند ملك أخي ذمم، تبع بن ملك


(١) لم أقف على ترجمة له.
(٢) أبرهة بن الصباح الحميري، من ملوك اليمن في الجاهلية، ولي الحكم بعد حسان بن عمرو، واستمر حكمه ثلاث وسبعين سنة، وكان عالمًا جوادًا، وهو غير أبرهة الحبشي صاحب الفيل الذي ليس له صلة بالعرب. الزركلي: الأعلام ١/ ٨٢.

<<  <   >  >>