للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

• نقد النص:

ذكر صاحب الكتاب أن نصر بن سيار خاف من انضمام الكرماني ومن معه من ربيعة إلى أبي مسلم الخراساني، فكتب هذه القصيدة وخص بها ربيعة، وهذا لا يصح؛ لأنه قد ورد ما يخالفه، ومن ذلك ما أورده البلاذري من قول نصر في البيت الأول:

أبلغ ربيعة فِي مروٍ وذا يمن … أَنْ اغضبوا قبل ألَّا ينفع الغضب

وهذا النداء واضح بأنه للعرب كافة وليس لربيعة وحدهم.

وقد ذكر ابن الأثير (١) مناسبة هذه القصيدة في أحداث سنة تسع وعشرين ومائة، أن نصرًا أراد أن يجمع كلمة العرب على أبي مسلم، فكتب هذه الأبيات السابقة.

فالقتال في خراسان كان قائمًا بين العرب كلهم وهم متفرقون بين نصر بن سيار والكرماني والحارث بن سريج وشيبان الحروري (٢).

وهذه القصيدة تعتبر من الشواهد على حال القائمين على الدعوة العباسية في خراسان، وما صاحبهم من الخرافات الدينية والقومية.

[٢٥٣]- (وبلغ أبا العباس الإمام، وهو مستخف بالكوفة أن أبا مسلم لو أراد أن يصطلم عسكر نصر والكرماني لفعل، غير أنه يدافع الحرب، فكتب إليه يؤنبه في ذلك) (٣).


(١) الكامل ٤/ ٣٦٧.
(٢) شيبان بن سلمة السدوسي الحروري، أحد قادة الحرورية، ثار على نصر بن سيار، وحاصره، ولما ظهرت الدعوة العباسية دعاه أبو مسلم لبيعته، فطلب هو من أبي مسلم أن يبايعه، فأرسل له أبو مسلم جيشًا لمحاربته، فقتل شيبان في هذه المواجهات. الزركلي: الأعلام ٣/ ١٨٠.
(٣) الأخبار الطوال ٣٦٢.

<<  <   >  >>