في هذه الرواية دفاع واضح من صاحب الكتاب عن أبي مسلم، أنه يدفع الحرب، وهو قادر عليها، وأن أبا العباس هو الذي حمله على ذلك، وقد سبق الحديث عن أبي مسلم وتعطشه لسفك دماء العرب.
* مقتل الكرماني:
[٢٥٤]- (وكان أبو مسلم يحب أن يستميل أحد الرجلين، ليفصم به شوكة الآخر، فأرسل إلى الكرماني، يسأله أن ينضم إليه، لينتقم له من نصر بن سيار، فعزم على المسير إليه، وأقبل أبو مسلم في عساكره إلى أرض مرو، فعسكر على ستة فراسخ من المدينة.
وخرج إليه الكرماني ليلًا في نفر من قومه، فاستأمن لجميع أصحابه، فأمنهم أبو مسلم، وأكرم الكرماني، فأقام معه، وشق ذلك على نصر بن سيار، وأيقن بالهلكة.
فكتب إلى الكرماني يسأله الرجوع إليه، على أن يعتزلا، ويوليا الأمر رجلًا من ربيعة، يرضيانه، وهو الأمر الذي كان سأله إياه.
فأصغى الكرماني إلى ذلك، وتحمل ليلًا من معسكر أبي مسلم، حتى انصرف إلى معسكره، واسترسل الكرماني إلى نصر، فلما أصاب منه غرة دسَّ عليه من قتله.
ويقال: بل وجه إليه نصر رجلًا من قواده في ثلاث مائة فارس، فكمنوا له ليلًا عند منصرفه من معسكر أبي مسلم، فلما حاذاهم، وهو غافل عنهم، حملوا عليه، فقتلوه.