للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

• نقد النص:

في هذا الخبر ذكر المصالحة بين علي بن جديع الكرماني وأبي مسلم، وأن سببه الطلب بثأر أبيه من نصر، وأن أبا مسلم قَبِل ذلك وأعانه على نصر، وقد انفرد صاحب الكتاب بهذا، ثم أتى على نهاية نصر.

أما عن علي بن جديع ومصالحته نصر فيذكر في ذلك سببًا آخر، وهو أن ابن الكرماني صالح نصرًا على حرب أبي مسلم، فلما علم أبو مسلم بذلك، أرسل إلى ابن الكرماني وذكره بقتل أبيه من قبل نصر، فرجع الكرماني عن رأيه وانتقض الصلح، فلما علم نصر بميل ابن الكرماني إلى أبي مسلم بعث إلى أبي مسلم بطلب الدخول معه، وبعث الكرماني ومن معه من ربيعة وقحطان بذلك، فاختار أبو مسلم الكرماني ومن معه على نصر ومضر (١).

ويقال: إن علي بن جديع الكرماني لما تولى الأمر بعد أبيه اتفق مع شيبان الخارجي (٢) على محاربة نصر، فمال أبو مسلم إليه، وأخذ يثني عليه ويصوب أمره، ويقول له: قد عظم أمرك ووهن أمر نصر، فابعث عمالك إلى الأمصار، وأخذ يستدرجه ويعظمه.

فلما انتهى من نصر بعث إلى ابن الكرماني من يأتي به على أية حال، فجيء به إليه فحبسه، ثم أخرجه وقتله (٣).

وقد ذكر الطبري خبر مقتل الكرماني وخاصة أصحابه فقال: (وقتل أبو مسلم في ذلك اليوم علي بن الكرماني، وقد كان أبو مسلم أمره أن يسمي له خاصته ليوليهم، ويأمر لهم بجوائز وكِسًا، فسماهم له فقتلهم جميعًا) (٤).


(١) الطبري: التاريخ ٧/ ٣٧٧، وخليفة بن خياط ٣٩٠ مختصرًا.
(٢) سبق ترجمته ص ٦٠١.
(٣) البلاذري: الأنساب ٤/ ١٣٠.
(٤) التاريخ ٧/ ٣٨٨.

<<  <   >  >>