للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم عبر الشام سائرًا نحو مصر حتى وافاها، واستعد مروان فيمن كان معه، من أهل الوفاء له، وكانوا نحوًا من عشرين ألف رجل، وسار مستقبلًا أبا عون حتى التقى الفريقان، فاقتتلوا.

فلم يكن لأصحاب مروان ثبات، فقُتِلَ منهم خلق، وانهزم الباقون، فتبددوا، وهرب مروان على طريق إفريقية، وطلبته الخيل، فحال بينها وبينه الليل، فعبر مروان النيل في سفينة، فصار في الجانب الغربي، وكان منجمًا، فقال لغلامه: إني إن سلمت هذه الليلة رددت خيل خراسان على أعقابها حتى أبلغ خراسان.

ثم نزل، ودفع دابته إلى غلامه، وخلع درعه، فتوسدها، ونام لشدة ما قد كان مر به من التعب، ولم يكن معه دليل يدله على الطريق، وخاف أن يوغل في تلك المفاوز، فيضل.

وأقبل رجل من أصحاب أبي عون، يسمى عامر بن إسماعيل (١) في طلب مروان، حتى أتى المكان الذي عبر فيه مروان، فدعا بسفينة، فجلس فيها، وعبر، فانتهى به السير إلى مروان، وهو مستثقل نومًا، فضربه بالسيف حتى قتله) (٢).

ذكر نحوًا منها: خليفة بن خياط (٣) مختصرًا، والبلاذري (٤)، والطبري (٥) مطولًا.


(١) عامر بن إسماعيل بن عامر الحارثي الجرجاني، من بني مسلية، شهد حصار دمشق، ونفذ إلى مصر، وهو الذي أدرك مروان بن محمد ببوصير، وقَتَلَ مروان بعض أصحابه، وكان من كبار قواد الدولة، كان له قدر عند المنصور مات سنة سبع وخمسين ومائة. ابن عساكر: تاريخ دمشق ٢٥/ ٣١٨. الذهبي: تاريخ الاسلام ٩/ ٤٤٧.
(٢) الأخبار الطوال ٢٦٦، ٢٦٧.
(٣) التاريخ ٤٠٣.
(٤) الأنساب ٩/ ٣١٩.
(٥) التاريخ ٧/ ٤٣٧.

<<  <   >  >>