للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

• نقد النص:

جاء في هذه الرواية خبر هزيمة مروان ثم قتله بعد هربه إلى مصر، وقد ذكر صاحب ذلك ونسبه إلى أبي عون وقد خالف غيره في ذلك.

والذي ورد في ذكر هزيمة مروان وتتبعه أن الذي تولى ذلك عبد الله بن علي (١) عم أبي العباس، وقد التقى به في معركة الزاب، وقد استلم القيادة من أبي عون بأمر من أبي العباس وذلك بعد ظهوره، فقاتل مروان بن محمد وهزمه (٢)، وكان ذلك في يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ومائة (٣)، أما ملاحقة مروان بن محمد، فيروى أن عبد الله بن علي وَكَّلَ أخاه صالح بن علي (٤) بملاحقة مروان (٥).

ولم يكن عامر بن إسماعيل لوحده حينما قتل مروان، كما جاء عند


(١) عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عم أبو جعفر المنصور، كان بطلًا، مهيبًا جبارًا، من دهاة قريش، سافكًا للدماء، به قامت الدولة العباسية، ولاه أبو العباس حرب مروان بن محمد، واستولى على الشام، وفي حصار دمشق قتل خمسين ألفًا، ولم يرقب إلَّا ولا ذمة، وصار أميرًا عليها، فلما ولي المنصور خالف عليه فوجه إليه أبا مسلم فهزمه في نصيبين، واختفى عبد الله، فعثر عليه المنصور وحبسه، فوقع عليه البيت الذي حبس فيه فمات سنة مائة وسبع وأربعين بمدينة السلام، ويذكر أنه قتل ثلاثًا وثمانين رجلًا من بني أمية. الخطيب: تاريخ بغداد ١٠/ ٩. الذهبي: سير أعلام النبلاء ٦/ ١٦١. وقد ذكر لنا الدكتور نايف أبو قريحة أنه هو من يستحق لقب السفاح وليس أبو العباس.
(٢) البلاذري: الأنساب ٩/ ٣١٥. الطبري: التاريخ ٧/ ٤٣٢.
(٣) الطبري: التاريخ ٧/ ٤٣٥.
(٤) صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، عم المنصور، ولد بالشراة من أرض البلقان، من أعمال دمشق، سنة ست وتسعين أو قبلها، قهر بني أمية، ولحق مروان وبيته في بوصير، وقد ولي دمشق وولي الموسم، أنشأ مدينة أدنة، قاتل الروم بقيادة طاغيتهم قسطنطين بن أليون، وهم مائة ألف وهزمهم وسبى منهم، مات سنة اثنين وخمسين ومائة. الصفدي: الوافي بالوفيات ١٦/ ١٥٣.
(٥) خليفة بن خياط: التاريخ ٤٠٤، الطبري: التاريخ ٧/ ٤٤٠.

<<  <   >  >>