للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

صاحب الكتاب، والذي روي في ذلك أن صالح بن علي توجه في طلب مروان؛ فجعل على مقدمته أبا عون وعامر بن إسماعيل، وسار في ملاحقة خيل مروان حتى نزل الصعيد، وحصل بينهم عدة لقاءات وفي كلها يهزم مروان، ثم استمر في ملاحقته حتى نزل في مكان يقال له: ذات الساحل فنزل به، فقدم أبو عون عامر بن إسماعيل ومعه شعبة بن كثير المازني، فلقوا خيلًا لمروان، فقتلوا بعضهم وأسروا الباقين، ثم سألوهم عن مروان، فأخبروهم على أن يأمنوهم، فوجدوه نازلًا في بوصير، فخرج إليهم في نفر يسير فأحاطوا به فقتلوه (١)، وكان قتله في آخر ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة (٢)، ويذكر أنه يوم الأحد لثلاث بقين من ذي الحجة (٣).

وقد اختلف فيمن باشر قتله، فيروى أنه عامر بن إسماعيل (٤) كما ذكر صاحب الكتاب، ويروى أنه رجل من أهل البصرة يقال له: المعوذ (٥)، وقيل: إنه محمد بن شهاب المازني، وقيل: إنه مزاحم بن حسان الحارثي (٦).

ومما سبق من أحداث الدولة الأموية نستخلص بعض الأسباب التي أدت إلى سقوطها:

- عدم معالجة الأخطاء في زمانها، ومن ذلك ترك يزيد الانتقام من عبيد الله بن زياد، وتأديبه لما قام بقتل الحسين -رضي الله عنه- وأقل ما يمكن فعله هو عزله، وما فعله عبد الملك من بسط يد الحجاج على أهل العراق مع معرفته


(١) الطبري: التاريخ ٧/ ٤٤٠
(٢) خليفة بن خياط: التاريخ ٤٠٤.
(٣) الطبري: التاريخ ٧/ ٤٤٢.
(٤) ابن عساكر: تاريخ دمشق ٥٧/ ٣٤٦.
(٥) الطبري: التاريخ ٧/ ٤٤٢. وأما البلاذري: الأنساب ٩/ ٣٢٢ فقد ذكر أنه يسمى أبا العود.
(٦) البلاذري: الأنساب ٩/ ٣٢٢.

<<  <   >  >>