الجزاء من جنس العمل إن ثبت أنه من أسلمه للحجاج ليقتله.
٥٩ - أعظم خطر أصاب دولة بني أمية في أواخر حكمهم هي دعوة بني العباس، ودليل ذلك أنها هي من سحقت دولتهم، وليس ما حدث بين العرب أنفسهم كما صور هذا صاحب الكتاب وغيره.
٦٠ - مقتل الخليفة الوليد بن يزيد على يد ابن عمه يزيد بن الوليد هي فتنة أصابت وحدة البيت الأموي وبددت أركانه وهو آخر خليفة في الإسلام أجمعت الأمة على بيعة قاطبة وبعده لم تجتمع على أحد.
٦١ - حمل يزيد بن الوليد على عاتقه إنكار المنكر ثم أقدم على قتل الخليفة الوليد بن يزيد، وهو بشخصه لم يسلم من المنكرات، فقد اتهم برأي القدرية.
٦٢ - جميع ما يذكر عن الوليد بن يزيد من المنكرات فيها مبالغة واضحة تحتاج إلى تثبت وتمحيص، وعندي أنه لا يثبت منها شيء، ويبدوا أن بعضها ألصقت للتخلص منه، والبعض الآخر زيد عليه بفعل الرواة ومنها وسمه ببعض الفواحش والمنكرات.
٦٣ - الوليد بن يزيد بدأ خلافته بما أذهبها، فقد قام بحملة تصفيات من بعض بني عمه وبعض الولاة فكثر الحانقين عليه، ولم يثبت أنه قال قصيدة في ذم اليمانية ولعله قيلت على لسانه للتأليب عليه.
٦٤ - هناك لبس تاريخي يحدث بين الخليفتين الوليد ين يزيد ويزيد بن الوليد فالأول زاد الناس ولم يثبت عنه مخالفات عقدية، والأخير أنقص الناس وثبت أن له مخالفات عقدية، ولهذا تجد أهل الأهواء من المؤرخين والرواة يثنون علي الأخير ويقدحون بالأول، كما فعل صاحب الكتاب، ولعل نشأة مثل هذا اللبس جاء لمحاولة تلميع الأخير وتحسين صورته، لدوره القبيح في وهن البيت الأموي.