للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

اجتبيت من الأموال، وما خرج من يديك، وما بقي عندك، وأنت آمنٌ، فإن أحببت المقام عندنا أقمت، وإن أحببت أن ترجع إلى مأمنك رجعت فخرج زيادٌ من فارس) إلى قوله: (فسأل معاوية زيادًا عمّا صار إليه من أموال فارس، فأخبره بما حمل منها إلى عليٍّ -رضي الله عنه-، وما أنفق منها في الوجوه الّتي يحتاج فيها إلى النّفقة، فصدّقه معاوية على ما أنفق، وما بقي عنده، وقبضه منه، وقال: قد كنت أمين خلفائنا) (١).

هذا أحسن ما رُوِيَ عمَّا حدث بين معاوية -رضي الله عنه- وبين زياد، والملاحظ ثناء معاوية -رضي الله عنه- على زياد في آخر الخبر وهو قوله: (قد كنت أمين خلفائنا)؛ وذلك لأن عمر -رضي الله عنه- وعلي -رضي الله عنه- قد ولوه (٢).

وقد ذكر ابن كثير (٣) أن معاوية -رضي الله عنه- كتب لزياد يسأله القدوم عليه، وذلك في أحداث سنة اثنتين وأربعين.

* خبر ادعاء معاوية -رضي الله عنه- لزياد:

[١٠]- (فسار إلى معاوية، وترقت به الأمور إلى أن ادعاه معاوية، وزعم للناس أنه ابن أبي سفيان، وشهد له أبو مريم السلولي (٤) وكان في الجاهلية خمارًا بالطائف، أن أبا سفيان وقع على سمية بعد ما كان الحارث أعتقها، وشهد رجل من بني المصطلق، اسمه يزيد، أنه سمع أبا سفيان يقول: إن زيادًا


(١) التاريخ ٥/ ١٧٨.
(٢) ذكر ابن عبد البر بسنده في الاستيعاب ٢/ ٢٥٢. أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعث زيادًا في إصلاح فساد وقع في اليمن.
(٣) البداية والنهاية ٨/ ٢٧.
(٤) أبو مريم السلولي واسمه مالك بن ربيعة -رضي الله عنه- له صحبة ورواية، وقد شهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- الحديبية. ابن حجر: الإصابة ٥/ ٥٣٦.

<<  <   >  >>