للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكوفة أن يلحقوا نسبه بمعاوية -رضي الله عنه- ورفضوا طلبه وذهب إلى البصرة وشهد له رجل بذلك.

- وذُكِر هذا الخبر مُسْنَدًا عند ابن عبد البر (١)، وفي سنده هشام بن السائب الكلبي (٢)، وأبيه (٣)، وكلاهما ضعيفان، وفيه أن عمر -رضي الله عنه- بعث زيادًا إلى اليمن لإصلاح فساد في اليمن، فلما رجع ألقى خطبة تعجب منه عمر -رضي الله عنه- ومدحه، فقال أبو سفيان -رضي الله عنه- لمن حوله: إني أعرف أبوه، فقال له علي -رضي الله عنه-: من هو يا أبا سفيان؟ فتمثل بأبيات بَيَّنَ فيها أنه ولده وأن عدم الإقرار به خوفًا من عمر -رضي الله عنه-، ثم بعد أن انضم زياد إلى علي -رضي الله عنه-، كتب إليه يحذره من معاوية -رضي الله عنه- ويقول له: إن اعتراف أبي سفيان -رضي الله عنه- بك كان فلتة منه لا تستحق بها نسبًا ولا ميراثًا، ففرح زياد بهذا واعتبره شهادة من علي -رضي الله عنه- له.

- وذكر ابن عساكر (٤) قصة أبي مريم السلولي مع أبي سفيان في الجاهلية، وأنه جاء له بسُمَيَّة، وذلك من طريق أحمد بن عبيد الله بن كادش (٥)، وهو ممن اعترف بوضع الأحاديث.

وأما ما يخص أبا سفيان -رضي الله عنه- وتبرير من اتهمه بالزنا أن ذلك كان في


(١) الاستيعاب ٢/ ٥٢٥.
(٢) هشام بن محمد بن السائب الكلبي، الأخباري النسابة، قال أحمد بن حنبل أنه كان صاحب سمر ونسب ما ظننت أن أحد يحدث عنه، وقال الدارقطني وغيره متروك، وقال ابن عساكر رافضي ليس بثقة، مات سنة أربع ومئتين. الذهبي: ميزان الاعتدال ٤/ ٣٠٥.
(٣) محمد بن السائب الكلبي، النسابة المفسر، متهم بالكذب ورمي بالرفض. ابن حجر: التقريب (٤٧٩).
(٤) تاريخ دمشق ١٩/ ١٧٣.
(٥) أحمد بن عبيد الله بن كادش، قال عنه ابن النجار: كان ضعيفًا في الرواية، مخلطًا، كذابًا، لا يحتج به وللأئمة فيه أقوال، وقال السمعاني: كان ابن ناصر يسيء القول فيه. الذهبي: سير أعلام النبلاء ١٩/ ٥٥٩ ط. وذكره الذهبي في ذيل ديوان الضعفاء، أنه اعترف بوضع الحديث ١/ ١٧.

<<  <   >  >>