للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يكون لهم رابعٌ أبدًا، وإنّه لبيتي أعطانيه رسول الله في حياته. إسناده مظلمٌ) (١).

وأصح ما ورد في ذلك ما أخرجه ابن سعد بسنده: (لما حضر الحسن، قال للحسين: ادفنوني عند أبي - يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أن تخافوا الدماء، فإن خفتم الدماء فلا تهريقوا فيّ دمًا، ادفنوني عند مقابر المسلمين، قال: فلما قُبِضَ تسلح الحسين وجميع مواليه، فقال له أبو هريرة: أنشدك الله ووصية أخيك فإن القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم دمًا، قال: فلم يزل به حتى رجع، قال: ثم دفنوه في بقيع الغرقد، فقال أبو هريرة: أرأيتم لو جيء بابن موسى ليدفن مع أبيه فمنع أكانوا قد ظلموه؟ قال: فقالوا: نعم، قال: فهذا ابن نبي الله قد جيء به ليدفن مع أبيه) (٢)، (قال المحقق: إسناده صحيح) (٣).

* الشيعة بعد موت الحسن -رضي الله عنه-:

[١٩]- (وبلغ أهل الكوفة وفاة الحسن، فاجتمع عظماؤهم فكتبوا إلى الحسين -رضي الله عنه- يعزونه، وكتب إليه جعدة بن هبيرة بن أبي وهب (٤)، وكان أمحضهم (٥) حبًّا ومودة: أما بعد، فإنَّ مَنْ قَبِلْنَا مِنْ شيعتك متطلعة أنفسهم إليك، لا يَعْدِلُون بك أحدًا، وقد كانوا عرفوا رأي الحسن أخيك في دفع الحرب، وعرفوك باللين لأوليائك، والغلظة على أعدائك، والشدة في أمر الله، فإن كنت تحب أن تطلب هذا الأمر فأقدم علينا، فقد وطَّنَّا أنفسنا على الموت


(١) السير ٣/ ٢٧٦.
(٢) الطبقات ١/ ٣٤٠ (ت د. محمد السلمي).
(٣) المصدر السابق. ١/ ٣٤٠.
(٤) جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي، القرشي، أمه أم هانئ بنت أبي طالب، قال ابن حجر: أما كونه له رؤية فحق؛ لأنه ولد في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن بنت عمته، وخصوصية أم هانئ بالنبي -صلى الله عليه وسلم- شهيرة. ابن حجر: الإصابة ١/ ٦٢٨.
(٥) أمحضهم: أمحض الود أخلصه، كمحضه. الفيروز آبادي: القاموس ١/ ٦٥٣.

<<  <   >  >>