للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يغير بكم على عقد الكرب؛ قصد محلكم الكريم عمر الله بالمسرات أكنافه, وعم بالمبرات والبركات أسماعه وأخلافه, يجيل في منزلكم فاتر قداحة, ويعيد عند علاكم واري اقتداحه, ويخيم بالاستخبار مبادئ افتتاحه. وماذا أقول ونور جلالكم عرض فحمت, وبرق إجمالكم أو مض فشمت, واستثار حالي فيما يقرب آمالي, بحسب ما تحققنه من طولكم, وعلمته والذي يستمسك معظمكم بأسبابه, ويستمنح الوفر من بابه, ضويعة بذكوان رشا رزقها بعيد, ووعدها وعيد, وعمرتها من جهلة البادية الذين يعيثون في الأموال عيث السباع, ويعادون ضيفها بمباينة الطباع. ومتى لم يكن لنا عليهم في الكرامة شفوف, ومن بر الولاة رأي معروف, تحامونا كما يتحامى الأجرب, ونبذونا نبذ النواة فلا تدانى ولا تقرب. ومن جملتها هذان الحجران اللذان ضربت عليهما العطلة رواقاً, وعقدت بينهما وبين الكساد حلفاً واتفاقاً, فلا يرجوان إنفاقاً, ولا يعدمان خيبة وإخفاقاً. وكأنما بث الدهر عليهما رقيباً, وابتغى قابض الخراج على نازلتهما تعقيباً. فإن سلك بينهما وجار, وألم بساحتيهما جار, نظر المكاس بفرط الإضاعة, ومزجي البضاعة, إلى طالع تلك الساعة وقال لي السمع والطاعة, الآن طرق الاستعمال, وانثالت الأموال, وفي يدي وضعت الجبايات والأعوال. ومنها في قول المكاس بفرط الإضاعة, ومزجي البضاعة, إلى طالع تلك الساعة, وقال لي السمع والطاعة, الآن طرق الاستعمال, وانثالت الأموال, وفي يدي وضعت الجبايات والأعوال. ومنها في قول المكاس: ما أحال جيش الفقر ما وقد, وانقطع الورد الذي يغشى أمله ورقد, عاد آفل عمره إلى الطلوع, واشتمل بثوب الاستكانة والخضوع, وأنشد: "فضح التطبع شيمة المطبوع". ومع وضعي هذه الأمور في غاية العرفان, وتغييضي منهم على قذى الأجفان, أحمل جوارهم على حيف, وأمنح من مواصلة إفادتهم بمسرى طيف, وأعدهم لطارقٍ وضيف. وهذه

<<  <   >  >>