وكأنه فوق العوالي خاطب ... يومي لمصرعه بها ويشير
ومنها:
وكأنه مسعوداً على ضد اسمه ... وضباره في قده مجبور
من لا تدانيه النجوم جلالة ... من لا يحيط بوصفه التعبير
من لا توازيه الجبال سكينة ... أضحى شبام دونها وثبير
ملك عليه مسحة لمليكه ... يرتد عنها الطرف وهو حسير
وإذا أدار بكفه سمر القنا ... هشت إليه من العداة نحور
هو حجة الله التي ببيانها ... نطق الكتاب وأنبأ التفسير
فاهنأ أمير المؤمنين فإنما ... أيدي القضاء بما تشاء تدور
وكتب رحمه الله إلى أبي جعفر بن ملحان مشرف مالقة على لسان أبي الحجاج بن مطرف, يذكر أب بينه ذماماً, وكان قد ضيق عليه في ماله, فاستعطفه له عندما سأله أبو الحجاج ذلك, فكتب له على الفور, وهو هذا: [بسيط]
لو كنت أعلم فوق الشكر منزلة ... أعلى من الشكر عند الله في الثمن
إذن منحتكها مني مهذبة ... حذواً على حذو ما أوليت من منن
أنا أدام الله أمركم, وأضفى على كافتنا ستركم, أعتد بكم اعتداد الرمح بالنصل, وأعتمد بشرف خلالكم اعتماد الفرع بالأصل. فإن درت من روضي كمامة, جادتها من سمائكم غمامة, فسحبت عليها معاطف الذيول, ونبهت جفنها من سنة الذبون, أو عاص أخلاب البوارق, وأخياف الطوارق, ولوى بزخره الناهل؛ أشرقت لي أنوار هداتكم, وأقمار علاكم, (فأضاءت لي) أعلام المجاهل. ولما نفح نسيم اعتلاكم, وسنح لبرق إجمالكم من إسفار الآمال, وإيثار الاقتبال, ومطاوعة التهمهم والاهتبال, (واحتاج إليكم في) الطب, (لتكونوا) ملاذا وثقة