يا من إذا بين أهل العلم كالعلم ... أزلت بعض الذي اشكو من الألم
أعملت فكري يا من لا مثال له ... في العلم والحلم والآداب والحكم
في قصة أنت تدري سر ميسمها ... جلوتها كجلاء البدر في الظلم
أثبت خيرا, أبا عبد الإله, على ... من بات يشكر ما أوليت من نعم
حتى ثنى جيده بالجيد ملتفتا ... إلى رب الجدا والجود والكرم
شخص السماح ومعنى كل معلوة ... من خص بالخلق المحمود والشيم
وأكتب الناس, إن هزت يراعته ... فيخفق السيف إن الفضل للقلم
إذا وشى سطر خط فوق مهرقة ... فالدر ما بين منثور ومنتظم
أقسمت أن المعالي في الورى قسم ... حاز ابن مقلة فيها أبخس القسم
سما إلى الأفق الأعلى, فهمته ... ما همها غير أن تسمو على الهمم
موفر العرض, لكن وفر نائله ... مقسم في ذوي الإثراء والعدم
مرفع القدر مشهور تواضعه ... يسدي ويعطي ويرعى خالص الذمم
فلذ بحرمته إن كنت مهتضما ... تأمن كأنك قد أصبحت في الحرم
إن جئته سائلا عن حاجة صعبت ... في الحين تقضى ولم تبرح ولم ترم
وإن شكوت إليه جور مظلمة ... لم يرقد الليل إشفاقا ولم ينم
فاردد جوابي فقد أصبحت في قلق ... محالف الوجد والأشجان والسقم
فأجابه خالي رحمة الله عليهما:
مالي يد بالذي أوليت من نعم ... ولا أطيق حياتي شكرها بفمي
ولست أسطيع وصف بعضها أبدا ... حتى أؤلف بين الماء والضرم
صحيفة قر أتتني منك محكمة ... كأنها راحة تهدى إلى سقم
بدا بها عند ما عاينت أحرفها ... لاحت كمسك على الكافور منتظم
شعر مصوغ من الشعرى ومرزمها ... ومن عقيق ومن در ومن حكم
شتى, وألفها السحر الحلال به ... كأن هاروت بين الفكر والقلم
كأنما كوكب في كل قافية ... ما أحسن الشهب في الألفاظ والكلم
إن كان زهراً فمن يمناك منبته ... وإنما تنبت الأزهار بالديم
أو كان درا فأنت البحر في أدب ... وعادة البحر قذف الدر للأمم