وافت بخط لوان الوشي أبصرة ... أقر بالفضل للأقلام في القدم
ومنها:
أكرم بمرسلها من ماجد ورع ... حلو الشمائل والأخلاق والشيم
قد رق طبعا وقد راقت شمائله ... فهو الوجود ولك الناس كالعدم
ومنها:
وصاغه الله من فضل ومن أدب ... حتى اغتدى فوق أنف المجد كالشمم
من آل سالم من قول لهم حسب ... يضيء كالبدر جلى ليلة الظلم
الحالمون علوم الدين إن تركت ... والحاكمون صروف الدهر بالحكم
فلو رآهم زهير لانثنى لهم ... بمدحه وتعدى القول عن هرم
فيا أبا عمرو الأعلى, نداء أخ ... لم يرم في شكر ما أوليت بالسأم
نوهت باسمي في شعر بعثت به ... حتى رأيت الثريا فوقها قدمي
ألزمتني فيه حقا لا أفراقه ... عمري كما ألزم التأكيد للقسم
لئن مدحت فلي قربى شرفت بها ... ما إن يفي خاطري عن ذكرها بفمي
ومنها:
أرضعتني بلبان العلم مغتديا ... به, فحسبي من قربى ومن رحم
بعثت لي ببنات الفكر محكمة ... حرائرا, فلذا وجهت بالخدم
وما قصدت, وحاشا, أن أماثلها ... ومن يماثل بين السيف والزلم
وإن تكن صفة للشعر تجمعها ... فليس حمرة خد كاحمرار دم
ومن شعره وكتب إلى الفقيه الأستاذ عبد الله الاستجي:
عدمت لذيذ العيش بعدك والكرى ... وأشغلت قلبي لوعة وتذكرا
وكم ليلة قد بت فيها مولها ... مخافة نفس أن تذوب تحسرا
أقابل مسرى الريح من نحو أرضكم ... فيحرمني برد النسيم إذا سري
لقد خاب ما أملت مذ سرت عنكم ... ومن ركب الآمال لم يحمد السرى
تنكر لي دهري ولم يدر أنني ... عرفت جلي الأمر لما تنكرا