ونظراً إلى الأهمية الكبيرة لهذه المخطوطة، فقد نالت شهرة واسعة بين المعنيين بالمخطوطات والدارسين ومحققي التراث الأندلسي؛ إلا أنه لم يجرؤ أحد على تحقيقها ونشرها مع وجود أصلها (٥) ، ومنتسخات خطية كثيرة عنها، وبعض النسخ من مصوراتها في الخزائن العامة والخاصة داخل المغرب وخارجه.
وقد كان الفقيه محمد المنوني شفاه الله تعالى لما بلّغته خبر صدور كتاب أدباء مالقة، قال لي: في سنة ١٩٥٧، كانت نية معهد مولاي الحسن للأبحاث المغربية الأندلسية بتطوان متجهة إلى تحقيقه مشاركة مع الأستاذ محمد بن تاويت التطواني مدير المعهد آنذاك ود. محمود علي مكي. غير أن المبلغ القليل الممنوح للأستاذ محمد العرائشي المكناسي مالك المخطوطة الأصلية لهذا الكتاب حالت بين المعهد وبين المضيّ معه إلى النهاية، لذا قرّر المعهد إلقاءه من مشاريعه.
كما رأيت منه نسخة مخرّجة بتحقيق د. محمد بن شريفة ولست أدري هل دفعه إلى المطبعة أولاً؟
وأول من عرّف بهذه المخطوطة وقيمتها الأدبية والتاريخية في وقت مبكّر، هو المستعرب الفرنسي ليفي بروفنسال في مقالة له بعنوان:"حول شعراء مالقة في القرن العاشر"، ونشرها في مجلة "أرابيكا"، العدد الأول، سنة ١٩٥٤، صص. ٢٨٩ ـ ٢٩٣.
ثم تلاه المستعرب الإسباني خواكين بالبي برميخو في دراسة له بعنوان:"مصدر مهم في تاريخ الأندلس: "تاريخ ابن عسكر". وهذه الدراسة منشورة في مجلة "الأندلس"، في العدد ٣١ لسنة ١٩٦٦، صص. ٢٣٧ ـ ٢٦٥.
وكان الذي أمَدَّهما بمصوّرة منها هو المستعرب الفرنسي جورج كولان، كما أخبرني بذلك د. محمد بن شريفة.
ووجدنا بعدهما مجموعة من الدارسين قد عرَّفوا بها أيضاً. فمن هؤلاء الأستاذ محمد الفاسي في مقالة له بعنوان: "كتاب ابن عسكر وابن خميس في مشاهير مالقة"، وهي منشورة في مجلة "المناهل" التي تصدرها وزارة الشؤون القافية في الرباط في عددها ١٣ لسنة ١٩٧٨، صص. ١٢٥ ـ ١٣٥.