قال ابن عبد البر: وقد اضطرب مصعب والزبير في أية بنات رسول الله أصغر وأكبر اضطراباً يوجب أن لا يُلْتَفَت إليهما في ذلك، والذي تسكن إليه النفس من ذلك ما تواترت به الأخبار أن الأولى: زينب، ثم الثانية: رقية، ثم الثالثة: أُمُّ كُلْثوم، ثم الرابعة: فاطمة.
قال مسروق عن عائشة: حَدَّثتني فاطمة قالت: أسرَّ إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن جبريل كان يُعارِضُني القرآن كُلَّ سَنَة مرَّة وإنه عارضني العام مَرَّتين ولا أراه إلا وقد حضر أَجَلي، وإنك أول بيتي لحوقاً بي، ونِعْم السَّلَف أنا لك فبكيتُ ثم قال:«ألا ترضين أن تَكُوني سَيَّدة نساء هذه الأمة أو سَيِّدة نساء المؤمنين؟ فَضَحِكْتُ».
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:«فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها».
وقال عبد الرحمن بن أبي نُعم: عن أبي سعيد قال رسول الله: «فاطمة سَيِّدةُ نساء أهل الجَنَّة إلا ما كان من مَرْيم بنت عِمْران».
وقال إبراهيم بن عُقْبَة عن كُرَيب عن ابن عبَّاس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَيِّدةُ نساءِ أهل الجَنَّة مريم بنت عِمْران ثم فاطمة بنت محمد ثم خَدِيجة ثم آسية امرأة فرعون».
وفضائلُها ومناقبها جَمَّة، وحُبُّها وحب أبيها وزوجها على الناس فرض.
(١) في الأصل: فسبقه. خطأ، والتصحيح من المصدر. و «فستقه» هو لقب محمد بن علي بن المديني.